الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية
المتبحر في علوم اللغة والمحب لها يعرف أن الاستعارة تعد نوع من المجاز اللغوي في علم البلاغة، والاستعارة تشابه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي الآخرالذي ترغب الجملة في إيصاله للقاريء، ويطلق عليها تشبيه بليغ حُذف أحد ركنيه، ويبحث الكثير من الأفراد على معرفة الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية.
وخلال السطور التالية من هذا التقرير نستعرض الإجابة على سؤال ما هو الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية، بالإضافة إلى عرض بعض الامثلة على الاستعارة المكنية والتصريحية وذلك على النحو التالي.
الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية
في البداية يمكن توضيح الفرق عن طريق تعريف الاستعارة التصريحية وهي التي يتم ذكر فيها المشبه به “المستعار منه” ويتم حذف المشبه “المستعار له”، بينما الاستعارة المكنية فهي التي يتم ذكر فيها المُشبّه “المستعار له” ويتم حذف المشبه به “المستعار منه”، بجانب أنه يتم الكناية عن هذا المشبّه به المحذوف بشيء من لوازمه وصفاته، ولهذا تكون طريقة استخراج الاستعارة المكنية مرتبطة بالحصول على هذه الصفة التي ترشد إلى المُشبّه به المحذوف، وعلى سبيل المثال قول: “السماء تبكي” فهنا تم تشبيه السماء بإنسان، والدليل على ذلم أنه تم ذكر البكاء الذي هو من صفات البشر.
وتعود أصل الاستعارة بصفة عامة إلى أن العرب كانوا يستسيعرون الكلمة فتضعها في مكان كلمة أخرى تشبهها، كأن تكون جزءاً منها، أو سبباً لها، وهناك مثال على وهو قول العرب: “أصابَنا ربيعٌ باكرٌ؛ إذا أمطرت باكراً في فصل الربيع”.
أمثلة على الاستعارة المكنية
هناك عدد من الأمثلة يمكن ذكرها على الاستعارة المكنية، وتوضيحها على النحو التالي:
- قول المولى عز وجل : “وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ”، الاستعارة المكنية في قوله الله سبحانه وتعالى هي تشبيه الصبح بكائن يتنفس، وهنا تم حذف المشبه به وهو الكائن الحي، وتم الكناية عنه بشيء من لوازمه وهو كلمة تنفس، على سبيل الاستعارة المكنية.
- ومن ضمن الأمثلة عن الاستعارة المكنية من القرآن الكريم، قول المولى عز وجل “فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا”، جدير بالذكر أن موضع الشاهد في هذه الآية القرآنية هو “جدارًا يريد أن ينقضّ”، حيث تم تشبيه الجدار بإنسان عاقل له إرادة، وتم حذف المشبه به وهو الإنسان، واحتفظ بشيء من صفاته وهو كلمة “يريد”.
- ومن الأمثلة على الاستعارة المكنية قول الحجاج بن يوسف الثقفي: “إني لأرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافُها، وإني لصاحبها”: وفي هذه الاستعارة تم تشبيه الحجاج بن يوسف الثقفي “الرؤوس” بأنها ثمار يانعة ناضجة، حيث تم حذف المشبه به، وهو “الثمار”، وحافظ على أمر من لوازمه وصفاته، وهو: أينعت وقطافها.
أمثلة على الاستعارة التصريحية
هناك عدد من الأمثلة يمكن ذكرها على الاستعارة التصريحية، وتوضيحها على النحو التالي:
- من القرآن الكريم هناك عدد من الاستعارات التصريحية وهي قوله تعالى “كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ”، الاستعارة التصريحية هناك الكلمة الأولى هي “الظلمات” والثانية هي كلمة “النور” حيث تم تشبيه الضلال والجهل بالظلمات، وتم حذف المُشبه وتم التصريح بلفظ المشبه به وهو “الظلمات”، حيث شبه العلم والمعرفة بالنور، وحذف المشبه وتم تصريح بلفظ المشبه به.
- سمعتُ تغريدًا عذبًا عندما ذهبت إلى فصل التلاميذ: هذه استعرة تصريحية حيث تم تشبيه أصوات التلاميذ الموجودة في الفصل بتغريدات العصافير، وتم حذف المشبه وهو أصوات التلاميذ، وتم التصريح بلفظ المشبه به، وهو التغريد.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستعارة تتكون من المُستعار منه وهو المعنى الأساسي الذي تم وضع العبارة له في الأول، وهو الذي يطلق عليه “المُشبَّه به”، بجانب المُستعار له وهو الذي يكون عبارة عن المعنى الفرعي الذي لم توضع له العبارة أولاً وهو “المشبَه”، بالإضافة إلى المُستعار وهو اللفظ المنقول بين المشبه والمُشبه به، أو هو وجه الشَّبَه أو العلاقة بينهما.
اقرأ أيضًا