الفرق بين الحسد والغبطة
يحرص الكثير من الأشخاص على معرفة الفرق بين الحسد والغبطة، وهل في أي شيء منهم مباح، وما هو الشعور السلبي والشعور الإيجابي بينهم، وخاصة أن الله خلق البشر متفاتون في المال والعلم والوضع الاجتماعي، وهو ما يمكن أن نتعرف عليه خلال السطور القادمة من هذا التقرير بالإضافة إلى عرض تعريفات العلماء لكلٍا من الغبطة والحسد، وذلك على النحو التالي.
الفرق بين الحسد والغبطة
في صورة مبسطة يمكن توضيح الفرق بين الحسد والغبطة بالشكل التالي من السطور القادمة، حيث أن الحسد عبارة عن تمني زوال النعمة عن الآخرين، أو زوالها وذهابها عن غيره و تحولها إليه هو شخصيًا، أو يكون الحسد هو مجرد تمني حرمان النعمة من غيره فقط.
ويمكن توضيح الأمر أكثر بأن الفرد الحاسد يقوم بتمنى الخير لشخصه فقط و لا يرضى بما قسم الله له و لغيره فيتمنى زوال النعم عن غيره من الأشخاص.
بينما الغبطة عبارة عبارة عن تمني النعمة التي يراها الشخص عند غيره دون تمني زوالها حرمانها عن غيره، وتعتبر الغبطة صفة إيجابية وحميدة؛ حيث أنها داعية للكمال و الرقي، على عكس الحسد الذي يأكل الايمان مثلما تأكل النار الحطب.
وقال الرسول محمد صلى الله عليه و سلم ” وَ لَا تَتَحَاسَدُوا، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ الْيَابِسَ”.
ويذكر أنه يمكن القول أن الغبطة يطلق عليها الحسد غير المذموم، حيث أنها تشترك مع الحسد في كون كل منهما لهما معنى التمني المتعلق بنعمة الغير.
الفرق بين الحسد والغبطة في آراء العلماء
أوضح عدد من العلماء الفرق بين الحسد والغبطة في عدد من المواقف، يمكن توضيح الأمر على النحو التالي:
- فمن جانبه أوضح ابن منظور في هذا الأمر قائلا “الغبط أن يرى المغبوط في حال حسنة، فيتمنى لنفسه مثل تلك الحال الحسنة، من غير أن يتمنى زوالها عنه، وإذا سأل الله مثلها فقد انتهى إلى ما أمره به ورضيه له، وأما الحسد فهو أن يشتهي أن يكون له ما للمحسود، وأن يزول عنه ما هو فيه.
- ورأى الرازي في الفرق بين الحسد والغبطة “إذا أنعم الله على أخيك بنعمة؛ فإن أردت زوالها فهذا هو الحسد، وإن اشتهيت لنفسك مثلها فهذا هو الغبطة”.
- ومن جانبه أشار القرافي إلى أن “والغبطة يقصد بها تمني حصول مثل نعمة الغير لنفسك، من غير تعرض لطلب زوالها عن صاحبها بل تشتهي مثلها لنفسك مع بقائها لذويها.
- وفي تفسير الغبطة رأى ابن حجر قائلا “والفرق بينها وبين الحسد، وأن الحسد في الحديث أطلق عليها مجازا، قوله : “لا حسد” أي لا رخصة في الحسد إلا في خصلتين، أو لا يحسن الحسد إن حسن، أو أطلق الحسد مبالغة في الحث على تحصيل الخصلتين كأنه قيل لو لم يحصلا إلا بالطريق المذموم لكان ما فيهما من الفضل حاملا على الإقدام على تحصيلهما به فكيف والطريق المحمود يمكن تحصيلهما به، وهو من جنس قوله المولى عز وجل “فاستبقوا الخيرات”.
وتجدر الإشارة إلى أنه يطلق على الغبطة حسدًا، مثلما ورد في حديث عبد الله بن مسعود، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها”.
ومن جانبه فسر النووي الحسد في الحديث قائلا “هو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها”.
اقرأ أيضًا