الفرق بين الاسلوب الخبري والانشائي
يبحثالكثير من محبي اللغة العربية على الفرق بين الاسلوب الخبري والانشائي، حيث أن هناك نوعان من الكلام في اللغة العربية هم الخبر والإنشاء، وتتنوع أساليب الكلام ما بين المدح، الذم، التعجب، النداء، التمني، الأغراء، التحذير، التهديد، وخلال السطور القادمة من هذا التقرير نقدم هذا الفرق، وعرض أنواع الأسلوب الإنشائي، وذلك على النحو التالي.
الفرق بين الاسلوب الخبري والانشائي
في البداية يمكن تعريف الأسلوب الخبري بأنه هو ما يحتمل الصدق والكذب ماعدا “القرآن الكريم، الحديث، الحقائق العلمية”، فهو أحد الأساليب البلاغية التي يُعطي للكلام الذي يقع فيه احتمال الصدق والكذب.
ويمكن عرض مثال على ذلك جُملة: (الصدق مُنجي)، في هذه الجُملة إثبات صفة النجاة للصدق، وهذه الصِّفة ثابتة للصدق -وإن لم يتمّ التّلفُظ بها في الجُملة-؛ لأن النجاة من الصدق حاصلة حقيقةً وواقعاً، فما كانت الجُملة إلّا تأكيداً لما اتّفق عليه الجميع بأن الصدق منجي، وفي هذه الجملة كان الخَبَر صادقاً؛ حيث أنه طابق للواقع.
بينما الخبر الكاذب فهو الذي يحمل معنى لا يُطابق الواقع، على سبيل المثال (الكذب مُفيدٌ)، فالكلام في الجُملة لا يُطابق الواقع الحقيقيّ؛ فالكذب لا يكون مُفيداً ولن يكون على الإطلاق، وله العديد من الأضرار.
بينما الأسلوب الإنشائي هو ذلك الأسلوب الذي لا ينسب فيه الكلام إلى الصدق أو الكذب، وهذا ما يجعل الأسلوب الإنشائي مُتحققا بمُجرد التّلفُظ به، أو بمعنى آخر هو الكلام الذي لا يحتمل الصدق أو الكذب.
والفرق بينه وبين الأسلوب الخبري والإنشائي هو أن التلفظ بالخبر لا يعني وقوع فعل ما، بينما في الأسلوب الإنشائي فالأمر متزامن، ومثال ذلك جُملة: (ذاكر أدهم درسه)، ففي الجُملة يتحقّق فِعل (المذاكرة) حقّاً، ولا يتوقّف الأمر على إخبار المُتكلِّم به مِثل حال الأسلوب الخبري.
اقرا المزيد عبر قسم الفرق بين : الفرق بين الاصالة والمعاصرة
أنواع الأسلوب الإنشائي
هناك نوعين من الأسلوب الإنشائي، يمكن توضيحهم على النحو التالي:
الإنشاء الطلبى
أولا الإنشاء الطلبي وهو ذلك الأسلوب الذي يستدعى مطلوبا وقت الطلب، بمعنى أن الإنشاء الذي يتناول أمراً لم يحصل في وقت معين، وهو “أستفهام، الامر، التمني، النداء، النهي”.
- أولا الأمر: وهو الطلب الذي يصدر على صورة إلزام واستعلاء من قبل المخاطب.
- ثانيا النهي النهي: وهو ذلك الأسلوب الذي لا يخلو من الحرف الجازم “لا” النهاية، وهي الصورة الوحيدة لأسلوب النّهي.
- ثالثا الاستفهام: وهو الذي يتمثل بالطلب من المُخاطب الفهم، والعِلم بشيء ما يجهله المُتحدث، وتتوفر عدد من أداوت الاستفهام.
- رابعا التمني: ويكون أسلوب التمني هو ذلك المُتضمن لطلب شيء محبوب لنفس المُتحدث، ولكن دون توقع حدوثه، ومن صيغ التمني “ليت، هل، لو، لعلّ”
- خامسا النّداء: ويعتبر إنشاء يُريد به المُتحدث تنبيه المُخاطب على أمر مُحدد من خلال استعمال أحد أداوت النّداء، وهي: “يا، أيا، أ، أي”.
الإنشاء غير الطلبى
هو ذلك النوع من الإنشاء الذي لا يستدعي مطلوبا، بمعنى أكثر وضوحًا أنه لا يحتاج إلى وُجود شيء مطلوب من المتكلم في وقت كلامه، لكنه يُوجد شيئاً مرغوباً فيه، وهو “المدح ، الذم، الرجاء ، التعجب ، القسم”
- أولًا المدح والذّم، وهو الذي يُستعمل في هذا الأسلوب أدوات مِثل “نِعم” في جُملة: (نِعمَ الصفات القناعة)، أو (بِئسَ) في مثال: (بئس الخصال الكذب).
- ثانيا القسم: يُستعمل للقسم أحرف مُعيّن هي: “الواو، والباء، والتّاء”.
- ثالثا التعجب: عبارة أسلوب من أجل التعبير عن الاستغراب أو الاستعظام لأمر معين.
- رابعا الرجاء: تُستعمل أفعال معينة لتحمل مفهوم الرجاء، منها “عسى، حرى، اخلولق”، ومثل “عسى الله يأتِ بالخير عاجلا”.
- خامسا العقود، وتكون مجموعة من الألفاظ المُستعملة في عقود الزواج والطّلاق، والبيع والشراء، وعدد آخر من المُعاملات، ومنها “زوّجتُك ابنتي”، و”قبلتُ زواجك”.
اقرأ أيضًا : الفرق بين الاستماع والانصات
أنواع الأسلوب الخبري
بعد مناقشة جميع المعلومات التي تخص الفروقات الأساسية ما بين الأسلوب الخبري وما بين الأسلوب الإنشائي، سوف نتعرف بالتفصيل على أهم المعلومات التي تخص الأسلوب الخبري.
حيث يعرف الأسلوب الخبري في الأساس بأنه مشتق من الأسلوب البلاغي الذي ينقسم إلى الأساليب التي نعرفها وبالتالي نجد أن الأسلوب الخبري يمكن تعريفه في حالات كثيرة بأنه يكون بغرض الاسترحام في الجملة وغيرها الكثير.
حيث يستعمل هذا الأسلوب البلاغي في الأساس إنه يحمل معاني الصدق ومعاني الكذب في الخبر نفسه، لكن يجب الأخذ بالاعتبار أن الأحاديث الشريفة والحقائق العلمية والقرآن الكريم من الاستثناءات عن هذا الأسلوب.
حيث أن الأنواع الأساسية لهذا الأسلوب كثيرة جدا، ولكن في النهاية يمكن تلخيصها في الأغراض التالية.
- الأسلوب الخبري والذي يكون الغرض الأساسي منه هو التفاخر مثل الجملة (أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي)
- الأسلوب الخبري والذي يكون بهدف الإحساس بالضعف وهذا ظهر في القرآن الكريم وبالتحديد في سورة مريم (قال رب إني وهن العظم مني).
- هناك أيضا الأسلوب الخبري والذي يكون بغرض تقديم النصيحة في الجملة مثل (إن سلامة القلب والروح أجمل الخصائل).
- هناك الأسلوب الخبر والذي يكون بهدف المدح مثل (فإنك شمس والملوك كواكب).
- وهناك الأسلوب الخبري الذي يكون غرضه التحذير مثل (أبغض الحلال عند الله الطلاق).
- بالإضافة إلى الأسلوب الخبري الذي يكون بغرض التحسر وهذا ظهر في القرآن الكريم في سورة آل عمران حيث قال تعالى (قالت ربي إني وضعتها أنثى).
- وأخيرا الأسلوب الخبري والذي يكون بغرض الاسترحام وذلك مثل (إلهي عبدك العاصي أتوب إليك من ذنوبي).
تعرف على المزيد من المقالات الان : الفرق بين التبني والكفالة
امثلة عن الاسلوب الخبري و الانشائي
في البداية يجب العلم أولا أن الأسلوب الخبري كما علمنا خلال الأسطر السابقة بأنه الأسلوب الذي يحتمل الصدق ويتحمل الكذب وذلك يستثنى منه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والحقائق العلمية. ويمكن تطبيق عليه الأمثلة التالية.
الخبر الإبتدائي وهو الذي يحدث عندما يكون في ذهن المخاطب بعض الكلام أو يكون الذهن خاليا من الحكم وبالتالي يتم نقل الخبر إليه خاليا من أي من أدوات التوكيد مثل “على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، وتأتي على قدر الكرام المكارم”
وهناك الخبر الطلبي والذي يستعمل إذا بدأ المخاطب مترددا في الحكم وبالتالي يفضل توقيت الخبر بأحد المؤكدات مثل “إن الذي بمقال الزور يضحكني مثل الذي بمقال الحق يبكيني”
وهناك الخبر الإنكار والذي يأتي في حالات الإنكار، ومن ثم يتم استعمال أكثر من مؤكد حتى يتم تأكيده في نفس المخاطب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا”
وهناك أيضا الأسلوب الإنشائي والذي يشير في الأساس إلى الكلام الذي لا يحتمل فيه أن يكون صدقا أو كذبا، حيث أن أغراضها البلاغية تكون تابعة لما يوحى في سياق الأساس وله الأمثلة التالية.
الإنشاء الطلبي وهو الأسلوب الذي يستدعي مطلوبا وقت الطلب، وذلك يشمل استخدام أساليب الاستفهام وأساليب التمني وأساليب النهي بالإضافة إلى النداء.
الإنشاء في صيغة الأمر، والذي يأتي بفعل الأمر مثل قوله تعالى “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا” وفي بعض الحالات الأخرى، يمكن أن يأتي الفعل المضارع مقرون بلام الأمر مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه” وفي حالات أخرى، يمكن أن يكون الأمر في صيغة المصدر الغائب، مثل قوله تعالى “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” وفي حالات أخرى، يمكن أن يأتي في صيغة اسم الفعل مثل “عليك بتقوى الله”
الإنشاء في صيغة النهي، والذي تكون له صورة واحدة حيث تستخدم لا الناهي قبل الفعل المضارع مثل المثال “لا تطلبوا الحاجات في غير حينها”
وهناك لإنشاء في صيغة الاستفهام، والذي ينقسم إلى الاستفهام الحقيقي، وهو الذي يطلب معرفة الشيء المجهول مثل “هل ذهبت اليوم إلى المدرسة” بالإضافة إلى الاستفهام البلاغي والذي لا يطلب جوابا ولكن في نفس الوقت إنه يحمل مجموعة من الأغراض البلاغية التي يمكن فهمها من سياق الكلام مثل “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ”
هناك الإنشاء في صورة النداء والذي يستخدم فيه أدوات النداء المختلفة وله العديد من الأغراض البلاغية ومثال “يا صديقي تقصى نظرك”
أخيرا، هناك لإنشاء في صيغة التمني وله بعض الأدوات الأساسية مثل أداة ليت ولها المثال “ألا ليت الشباب يعود يومًا”
وأما الإنشاء غير الطلبي هو الذي لا يستطيع مطلوبا في الأساس ويسهر في صياغة كثيرة منها صيغة التعجب مثل “ما أجمل الطبيعة” بالإضافة إلى المدح والذم مثل “نعم الخُلق الأمانة” ، “بئس خُلقًا الخيانة”
وأخيرا، هناك القسم مثل “والله لأحافظن على العهد”
الدعاء اسلوب انشائي ام خبري؟
في الحقيقة إن الإجابة على هذا السؤال تعتمد على الأسلوب الأساسي، فهناك الأساليب الطلبية وهناك الأساليب غير الطلبية وهناك بعض الأساليب الأخرى مثل أسلوب خبري لفظا إنشائي معنى وغرضه الدعاء.
بعد الانتهاء من قرأة مقال الفرق بين الاسلوب الخبري والانشائي قد تكون مهتم ايضا بالمزيد من المقالات المشابه : الفرق بين السورة المكية والمدنية