الفرق بين التبني والكفالة
كثير من الأسر تسعى إلى أن يكفلوا الأيتام، أن يأخذوهم ليعيشوا في بيوتهم ويطعموهم ويقومون بتربيتهم، وهناك من يلجأ إلى التبني لطفل يتيم، يتربى في رعايتهم، ولكن هناك اختلاف بين الأمرين، حيث أن هناك الفرق بين التبني والكفالة، وهل أحلهم الشرع، وما هي شروطهم التي وضعها الدين الإسلامي.
وخلال السطور القادمة من هذا التقرير نستعرض الفرق بين التبني والكفالة، بالإضافة إلى معرفة لماذا حرم الله تبني اليتيم، وذلك على النحو التالي.
الفرق بين التبني والكفالة
في البداية يجب العلم أن التبني هو أن يأخذ الرجل يتيماً من الأيتام، فيعامله كأحد أبنائه الذين هم من صلبه، ويعطيه اسمه ولا تحل له محارم ذلك الرجل، حيث أن أولاد الرجل المتبني إخوة لليتيم وبناته أخوات له وأخواته عماته ..إلخ، ولكن هذا كان من فعل الجاهلية الأولى، واستمر الأمر في أول الإسلام حتى حرم الله ذلك في قصة مشهورة حيث كان زيد بن حارثة يدعى زيد بن محمد، وكان زوجاً لزينب بنت جحش فطلقها زيد.
عن أنس قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله لزيد بن حارثة : ” اذهب فاذكرها علي فانطلق حتى أتاها وهي تخمر عجينهاقال : يا زينب ابشري أرسلني رسول الله يذكرك قالت : ما أنا بصانعة شيئاً حتى أُوامر ربي فقامت إلى مسجدها و جاء رسول الله صلى الله فدخل عليها “.
و لهذا أنزل الله سبحانه وتعالى “و إذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً”الأحزاب/37 . رواه مسلم ( 1428 ) .
ولكن كفالة اليتيم معناها أن يجعل الرجل اليتيم في بيته أو أن يتكفل به في غير بيته من غير أن ينسبه إليه، ومن غير أن يحرم عليه الحلال أو أن يحل له الحرام كما هو الوضع عند التبني، ولكن يكون الكفيل بصفة الكريم المنعم بعد المولى عز وجل.
وفي هذا الصدد قال المولى عز وجل تعالى “ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم فإخوانكم . والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم” البقرة/220 .
وهناك بشرى من النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكافل اليتيم، فعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا – وأشار بالسبابة والوسطى ” . رواه البخاري.
لماذا حرم الله التبني
يجب أن يعلم الجميع أن الله سبحانه وتعالى حرم التبني؛ وذلك لأن فيه تضييعاً للأنساب، وقد وجب علينا حفظ أنسابنا، وفي هذا الصدد ورد من السنة النبوية عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادَّعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار”. رواه البخاري ومسلم.
وتجدر الإشارة إلى أنه عهلى سبيل المثال فتحريم بنات المتبني على اليتيم فيه تحريم للمباح، هذا الأمر لم يحرمه ربنا، كما أن استحلال الميراث من بعد موت المتبني مثلاً فيه إباحة ما حرم المولى عز وجل؛ وذلك لأن الميراث من حق الأولاد الذين هم من الصلب.
وفي أغلب الأحيان قد يحدث مشاكل وشحناء وبغضاء بين المُتَبنى وأولاد المُتبنِّي؛ حيث أنه سيذهب عليهم بعض الحقوق التي ستذهب إلى هذا اليتيم الذي تم تبنيه من قبل والدهم.
اقرأ أيضًا