الفرق بين التراويح وقيام الليل
يخطر على بال الكثير من الأفراد ونحن في أيام شهر رمضان الكريم، سؤال حول الفرق بين التراويح وقيام الليل، وهل صلاة التراويح جزء من المفهوم العام لصلاة قيام الليل، ولكن ما يميزها كونها تقام في الشهر المبارك،ولكن قيام الليل يكون على مدار العام كله، شرع الله قيام الليل لعباده؛ من أجل أن يتقربوا منه، ويناجوه.
فلنتعرف خلال السطور القادمة من هذا التقرير على الفرق بين التراويح وقيام الليل، بالإضافة إلى عرض فضل قيام الليل، وذلك على النحو التالي.
الفرق بين التراويح وقيام الليل
في البداية يجب العلم أن صلاة التراويح لا تختلف عن صلاة قيام الليل من حيث المعنى؛ حيث أن كل نافلة يقوم المسلمون بصلاتها بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر يطلق عليها قيام الليل، ولكن منذ القدم عرف قيام الليل بعد العشاء خلال شهر رمضان الكريم بأنه صلاة التراويح، ويذكر أنه يشرع فيها الجماعة في المساجد.
ولتوضيح الفرق بين التراويح وقيام الليل يجب العلم أن الصلاة في الليل يطلق عليها تهجدًا، وتُسمى أيضًا قيام الليل، وفي شأنها قال المولى عز وجل “وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ” [الإسراء: 79]، وفي قوله سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا” [المزمل: 1-2]، وفي قوله “آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ” [الذاريات: 16-17].
بينما صلاة التراويح تسمى عند العلماء على قيام الليل في شهر رمضان الكريم أول الليل، مع مراعاة التخفيف وعدم الإطالة على المصليين، ويجوز أن يطلق على صلاة التراويح تهجدًا، أو أن تسمى قيام الليل.
وبشأن صلاة التراويح أجمع أهل العلم على مشروعية صلاة التراويح، وذلك وفقًا لحديث الرسول القائل فيه، عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”.
وعن صلاة قيام الليل ورد عن النبي، عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت “أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ”.
فضل قيام الليل
هناك العديد من الفضائل والفوائده والثمرات التي تعود على العبد في الدنيا والآخرة من صلاة قيام الليل، يمكن ذكرها على النحو التالي:
- قيام الليل من أسباب دخول الجنة، فقال المولى عز وجل “تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”{السجدة :16-17}. وقال النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ “أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”.
- ومن فضل قيام الليل أن المصلي لقيام الليل ينال ثواب المضاعف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين”.
- يعتبر قيام الليل فرصة من أجل شكر الله، فعن عائشة ـ رضي الله عنها: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً.
اقرأ أيضًا