الفرق بين التفسير والتأويل
يسعى الكثير من الأفراد على معرفة الفرق بين التفسير والتأويل، من أجل به فهم كتاب الله القرآن الكريم المنزل على رسوله محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – وتوضيح معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه، من أجل تدبر المعاني دون ترديدها دون فهم لها، وهو ما يساعد عليه التفسير والتأويل.
فلنتعرف سويًا خلال السطور القادمة من هذا التقرير على معرفة الفرق بين التفسير والتأويل، بالإضافة إلى عرض آراء العلماء في الفرق بين علم التفسير والتأويل ، وذلك على النحو التالي.
الفرق بين التفسير والتأويل
يمكن توضيح معنى التفسير بأنه العِلم الذي يساعد على فهم القرآن الكريم وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة، والنحو والتصريف، وعلم البيان، بالإضافة إلى القراءات، وأصول الفِقه.
أما التأويل فهو لفظ مأخوذ في اللغة من الأول، يقال آل الأمر إلى كذا أي اصبح الأمر كذا، وأصله من المآل ويقصد به العاقبة، بمعنى أن التأويل يعني صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني.
وتجدر الإشارة إلى أن التأويل يعتبر أعم من التفسير؛ لأن كلمة التأويل جاءتْ في القرآن الكريم بأكثر من معنى، وفي الوقت ذاته لم يذكر المولى عز وجل كلمةَ التفسير ومشتقاتها إلا مرةً واحدة فقط في القرآن كله في قوله سبحانه وتعالى “وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا” في سورة الفرقان: 33″.
ويمكن ذكر المواقع التي جاء فيها لفظ التأويل في القرآن الكريم على النحو التالي:
- في قوله تعالى: {ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً} [الكهف: 82].
- وقال الله {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} [الأعراف: 53].
- وقوله سبحانه وتعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7].
- بالإضافة إلى قوله: {فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].
أقوال العلماء في الفرق بين التفسير والتأويل
وتعددت أقوال العلماء فيما يخص مسألة التفريق بين التفسير والتأويل يمكن عرض عدد منها على النحو التالي:
- قال أبو عبيدة وطائفة معه: التفسير والتأويل بمعنى واحد» فهما مترادفان. وهذا هو الشائع عند المتقدمين من علماء التفسير.
- قال الماتريدي: التفسير: القطْع على أنَّ المراد من اللفظ هذا، والشهادة على الله أنَّه عنَى باللفظ هذا، فإن قام دليلٌ مقطوعٌ به، فصحيح، وإلا فالتفسير بالرأي وهو المنهي عنه، والتأويل ترجيحُ أحَد المحتملات بدون القَطْع والشهادة على الله، وعلى هذا فالنِّسبة بينهما التباين.
- بين أبو طالب الثعلبي: «التفسير بيان وضع اللفظ اما حقيقة او مجازاً ، كتفسير الصراط بالطريق ، والصيب بالمطر. والتأويل تفسير باطن اللفظ ، مأخوذ من الأول ، وهو الرجوع لعاقبة الأمر. فالتأويل إخبار عن حقيقة المراد ، والتفسير إخبار عن دليل المراد ، لأن اللفظ يكشف عن المراد ، والكاشف دليل ، مثاله قوله تعالى من سورة الفجر: إن ربك لبالمرصاد» تفسيره انه من الرصد ، يقال رصدته: رقبته ، والمرصاد مفعال منه ، وتأويله التحذير من التهاون بأمر الله. والغفلة عن الأهية والاستعداد للعرض عليه. وقواطع الأدلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة» وعلى هذا فالنسبة بينهما التباين.
- أوضح الراغب الأصفهاني: التفسير أعم من التأويل، وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها، وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل، وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلهية والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.
- أشار البغوي والكواشي: التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها، تحتمله الآية، غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط ونقل هذا القول عن ابن القاسم بن حبيب النيسابوري.
اقرأ أيضًا
الفرق بين الصحف والكتب السماوية