الفرق بين التهجد وقيام الليل
تعرف على الفرق بين التهجد وقيام الليل ، فرض الله – سبحانه وتعالى – الصلاة على كل مسلم ومسلمة وتعتبر ركنا اساسيا من أركان الإسلام الخمس، حيث فرض الله – عز وجل – على المسلمين خمس صلوان على مدار اليوم الواحد وهم:الفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء، وكان رسول الله سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – يقيم الليل ويصلي التهجد، فهل تعرف ما الفرق بين التهجد وقيام الليل؟هذا ما سيتم تناوله بالتفصيل خلال السطور التالية.
الفرق بين التهجد وقيام الليل
– التهجد:يعتبر التهجد من المصادر الخماسية في اللغة العربية ويأتي بمعنى السهر، والمقصود بها أي سهر الليل ليصلي، حيث أن صلاة التهجد لها فضل عظيم عند الله – سبحانه وتعالى – حيث قال في كتابه العزيز: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ…)، فصلاة التهجد من النوافل التطوعية سنة عن رسول الله سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وليست من صلوات الفرض.
وتكون صلاة التهجد عقب النوم ثم الاستيقاظ ولو لفترة قصيرة لصلاة التهجد ثم النوم مرة أخرى، فلذلك فصلاة التهجد تعتبر نوع من انواع قيام الليل، ويمكن أن يصليها المسلم من بعد صلاة العشاء وحتى اخر ساعات الليل، وهنا طرق عديدة لصلاة التهجد منها ما أفاد به اهل العلم وهو أن ينام المسلم خلال ساعات الليل ويستيقظ ليصلي التهجد ركعتين خفيفتين ثم بعد ذلك يصلي عدد ركعات كما يشاء بشرط أن يسلم عقب كل ركعتين ثم يختم بركعة وتر كما كان يفعل رسول الله سيدنا محمد (ص).
قيام الليل: المقصود بقيام الليل هو إحياء الليل بذكر الله – سبحانه وتعالى – والصلاة والعبادة والدعاء وقراءة القران، ويمكن أن يقيم الإنسان الليل من بعد انتهاء صلاة العشاء وحتى الفجر، ولا يوجد عدد ركعات معين في قيام الليل ولكن كان رسول الله سيدنا محمد
-صلّى الله عليه وسلّم- يُصلّي من الليل إحدى عشرة ركعة، وفي رواية كان يُصلّي ثلاث عشرة ركعة.
التهجد وقيام الليل في السنة
وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه ما يدل على هذا الفرق، حيث قال: (يحسَبُ أحَدُكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبِحَ أنَّه قد تهجَّدَ، إنَّما التهجُّدُ المرءُ يصلِّي الصلاةَ بعد رقدةٍ، ثمّ الصّلاة بعد رقدةٍ، وتلك كانت صلاةَ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له).
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يصلِّي من اللَّيلِ ثلاثَ عشرةَ ركعةً؛ يوتِرُ من ذلكَ بخمسٍ لا يجلسُ إلَّا في آخرِهنَّ، وكحديثِ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها أنَّهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يصلِّي من اللَّيلِ تسعَ ركَعاتٍ لا يجلسُ فيها إلَّا في الثَّامنةِ، فيذكرُ اللَّهَ ويحمَدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ، ثمَّ يقومُ فيصلِّي التَّاسعةَ، ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ يسلِّمُ تسليماً يسمِعُناهُ، ثمَّ يصلِّي ركعتينِ بعدما يسلِّمُ وهوَ قاعدٌ، فتلكَ إحدى عشرةَ ركعةً، فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ، أوترَ بسبعٍ وصنعَ في الرَّكعتينِ مثلَ صُنعِهِ في الأولى، وفي لفظٍ عنها: فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ أوترَ بسبعِ ركعاتٍ لم يجلس إلَّا في السَّادسةِ والسَّابعةِ، ولم يُسلِّمْ إلَّا في السَّابعةِ، وفي لفظٍ: صلَّى سبعَ ركعاتٍ، لا يقعدُ إلَّا في آخرِهنَّ).
حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، كان يصومُ يوماً ويُفْطِرُ يومًا، وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ).
ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه قال: (من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ)، فيدلُّ هذا الحديث على أنَّ أفضل صلاة الليل هي ما كانت في آخر الليل، مع جواز التهجُّد أوّلَ الليل لمن خشِي أن ينام فيفوته فضلها، وعنه أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ، حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخِرُ إلى السَّماءِ الدنيا، فيقولُ: من يدعُوني فأستجيبَ لهُ؟ من يَسْتَغْفِرُنِي فأغفر لهُ؟ مَنْ يسألُني فأُعطيَهُ؟).
وقد وصفت عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- صلاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقولها: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)
مقالات أخرى قد تهمك
الفرق بين الشفع والوتر
الفرق بين توحيد الربوبية والالوهية