الفرق بين الجن والجان
وردت كلمات الجن والجان في القرآن الكريم بتنوع واضح، وهو ما جعل العديد من الأفراد يبحثون عن الفرق بين الجن والجان، من أجل أن يجدوا المعنى في كتب اللغة والتفسير، بالإضافة إلى عرض الفرق بين الجن والشيطان، وخلال السطور القادمة من هذا التقرير نوضح هذا الفرق على النحو التالي.
الفرق بين الجن والجان
يمكن عرض الفرق بين لفظ الجن والجان كما ورد في كتب اللغة والتفسير، وهو أن الجن والجنة لجمع الجن الذي يقابل الإنس، والجان هو مفرد الجن، وهو أبو الجن الذي خلقه المولى سبحانه وتعالى من النار، والجان يسمى به أيضًا أحد أنواع الحيات.
وفي هذا الصدد قال الله سبحانه وتعالى “وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ” وذلك في سورة “الحجر:27″،والمقصود به إِبليسَ، خلقهُ اللَّه عز وجل قبل آدم عليه السَّلام، وأطلق عليه مصطلح جَانًّا لتواريه وتخفي عن الأعين.
والمولى عز وجل قال مخاطبا النبي موسى عليه السلام “وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ” في سورة “النمل:10″، شبهها بأنها حية خفيفة، وسريعة في حركتها. وقال تعالى أيضًا “وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ” وذلك في سورة “الأحقاف:29″، أي جماعة منهم.
وذكر القرآن أيضًا في هذا الموقه قوله سبحانه و تعالى “مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ” في سورة “الناس:6″، فالجنة هنا جماعة الجن كما أشار أهل التفسير.
وتجدر الإشارة إلى أنه ورد في تهذيب اللغة للهروي قائلا “الجِنُّ: جماعةُ ولد الجانّ، وجَمْعُهُم: الجِنَّةُ، والجانُّ، وإنما سُموا جناً لأنهم اسْتَجنُّوا من الناس، فلا يُرونَ، والجانُّ هُوَ أَبُو الجِنِّ خُلِقَ من نارٍ، ثمَّ خُلِق مِنْهُ نَسْلُه. اهـ. ومادة “جَن” في اللغة معناها: ستر.
وورد أيضًا في مفردات الراغب الأصفهاني: أصل الجَن: ستر الشيء عن الحواس؛ يقال : جنه اليل، وأجنه، وجن عليه: ستره… والجَنة كل بستان ذي شجر يستر بأشجاره.. والجنين الولد طالما هو في بطن أمه.
الفرق بين الجن والشيطان
أما الشيطان فهو اسم لما كفر من الجن، ولذلك يجب العلم أنه ليس كل جن شيطان، ولكن كل شيطان جن، فلا يطلق على مؤمن الجن “شيطان”، ولكن يطلق لقب شيطان على كافرهم .
وفي هذا الصدد قال الله شبحانه وتعالى في سورة الكهف”وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا”
وفي “تفسير القرآن العظيم” قال الحافظ ابن كثير في” الشيطان مشتق من البعد على الصحيح ، ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانا، قال الله تعالى :وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا “.