الفرق بين الحقيقة والمجاز
الفرق بين الحقيقة والمجاز، من الأمور التي تشغل بال الأفراد المهتمون بعلم أصول الفقه، حيث أن هناك نوعان متقابلان من الكلام يطلق عليهم الحقيقة والمجاز، ويمكن التعرف على هذه الأمور وأكثر منها خلال السطور القادمة من هذا التقرير على النحو التالي.
الفرق بين الحقيقة والمجاز
في البداية يمكن توضيح الفرق في التعريف بين الحقيقة والمجاز، حيث أن الحقيقة هي استخدام اللفظ فيما وضع له في العرف الذي وقع به التخاطب، ويمكن تقسيمها إلى أربعة “لغوية” كاستخدام الإنسان في الحيوان الناطق، و “شرعية” كاستخدام لفظ الصلاة في الأفعال المخصوصة، بالإضافة إلى “عرفية عامة” كاستخدام لفظ الدابة في الحمار ، بجانب “خاصة” كاستخدام لفظ الجوهر في المتحيز الذي لا يقبل القسمة.
بينما تعريف المجاز هو استخدام اللفظ في غير ما وضع له في العرف الذي وقع به التخاطب لعلاقة بينهما.
وتجدر الإشارة إلى أن المجاز يتم تقسيمه بحسب الواضع إلى 4 أقسام، وهما أولا مجاز لغوي مثل استخدام الأسد في وصف الرجل الشجاع ، أو مجاز شرعي مثل استخدام لفظ الصلاة في الدعاء، بالإضافة إلى مجاز عرفي عام مثل استخدام لفظ الدابة في مطلق ما اتصف بالدبيب، ورابعًا مجاز خاص مثل استخدام لفظ الجوهر في النفيس.
ولتوضيح الفرق بين الحقيقة والمجاز يمكن الإشارة إلى أن الحقيقة أصل، فهي استخدام اللفظ فيما وضع ليدل عليه، بينما المجاز فرع يعدل إليه عن الحقيقة من أل الوصول إلى الاتساع أو التوكيد أو التشبيه أو ما شابه هذا.
ومن الأمثلة على هذا عندما نقول شاهدت أسدًا في حديقة الحيوان، يقصد بها هنا حيوان الأسد المعروف، وهذا مثال على الحقيقة.
وعند قولنا كان الشهيد أحمد منسي أسدًا في معركته مع الإرهاب، فكلمة “أسدًا” في هذا الجملة مجاز، والعلاقة المشابهة بين الأسد والشهيد أحمد المنسي، والقرينة هنا عي “في معركته مع الإرهاب”.
ما هي دلالة الحقيقة والمجاز
يمكن توضيح الأمر كما بينه العلماء بأنه تستوي دلالة الحقيقة والمجاز في حالة إفادة الأحكام في كتاب الله المجيد “القرآن الكريم”، حيث يثبت بالحقيقة المعنى الذي وضع له اللفظ سواء كان هذا اللفظ عاما أو خاصا، أو سواء كان هذا اللفظ أمرا أو نهيا، كمت يثبت بالمجاز المعنى الذي استعير له اللفظ.
ولمعرفة المفسر بالحقيقة والمجاز أهمية فمن كون بصدد تفسير القرآن الكريم، من الضروري أن يعرف السياقات القرآنية، وما هو منها الحقيقة، وما هو المجاز، وإذا لم يعرف هذا ربما وهو يفسر آيات من التي سيقت مجازا يجملها على الحقيقة، فيختلف عليه الأمر، فعلى سبيل المثال قول المولى عز وجل “فَمَنْ شَهِدَ مِنْكمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”، فلو حملها على الحقيقة لوجب أن يصوم المسلمون بعد تمام شهر رمضان أي في شوال، وهذا باطل.
ومن الأمثلة أيضًا قول المولى عز وجل “رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلي رُسُلِك”، فكيف يكون الوعد على الرسل حقيقة؟، فلزم أن يحمل على المجاز: أي ما وعدتنا على لسان رسلك.
تعريف المجاز في أصول الفقه
تستخدم كلمة مجاز في علم أصول الفقه من أجل معرفة الألفاظ المنقولة من استخدامها الحقيقي لمعنى يقصد به في الاستخدام غير معناه الحقيقي.
وعلى سبيل المثال قول المولى عز وجل “ليس كمثله شيء” في سورة الشورى، والمقصود ليس مثله، والكاف في القرآن يطلق عليها صلة.
ومثل التقديم والتأخير في قول الله تعالى “والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى” والمقصود : أخرج المرعى أحوى فجعله غثاء.
اقرأ أيضًا عبر قسم الفرق بين
الفرق بين التكبير المطلق والتكبير المقيد