الفرق بين الصحف والكتب السماوية
من أكثر الأمور التي تشغل بال الكثير من الأفراد هي معرفة الفرق بين الصحف والكتب السماوية، وهما يعتبران الوسط الذي ينقل به الرسل والأنبياء، ما جاء من الله سبحانه وتعالى من دين وحكمة وعدل، وقواعد دينية، وميزان، ويبدأ الكثير من الأشخاص في محاولة معرفة هل الكتاب السماوي هو نفس مفهوم الصحيفة، أم هناك اختلاف بينهم.
وخلال السطور القادمة من هذا التقرير نوضح الفرق بين الصحف والكتب السماوية، بالإضافة إلى عرض النصوص التي ذكر فيها القرآن الكريم مصطلح الصحيفة، وذلك على النحو التالي.
الفرق بين الصحف والكتب السماوية
في البداية يجب العلم أن الكتب السماوية، تعتبر الكتب التي أُنزلت من الله عز وجل على الأنبياء والرسل، ليقوموا بتبليغ رسالة التوحيد من الله إلى أقوامهم، ويكون هؤلاء الأنبياء صلى الله عليه وسلم، مبشرين ومنذرين لأقوامهم عن طريق تلك الكتب السماوية.
أما الصحف يقال أنها جمع صحيفة، وإنما قصد بها أنها كتب إبراهيم وموسى عليهم السلام.
وتجدر الإشارة إلى أن الكتب السماوية المذكورة في القرآن هي أربعة يمكن ذكرهم على النحو التالي”الزبور وهو كتاب سيدنا داوود عليه السلام، أما التوراة فهي كتاب موسى عليه السلام، كان عبارة عن صحف غير مجموعة وهو الذي نسخ الصحف وجمعاها بنفسه، وكتاب سيدنا عيسى عليه السلام الذي هو الإنجيل، وكتاب سيدنا إبراهيم عليه السلام ولم يطلق عليه الله تعالى إلا مصطلح الصحف، وكتاب الله المجيد القرآن الكريم، على محمّد صلّى الله عليه وسلّم”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن تاريخ نزوله ، كما جاء عن وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ) رواه أحمد في “المسند” (4/107) وحسنه الألباني في ” السلسلة الصحيحة “.
ذكر مصطلح الكتب في القرآن
ورد ذكر الكتب في القرآن الكريم، ويمكن طرح أمثلة عليه على النحو التالي:
- “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ”سورة البقرة – الآية 285.
- “طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ” النمل1.
- “وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ”آل عمران 19.
نصوص ذكر الصحف في القرآن
ورد ذكر الصحف في القرآن الكريم، ويمكن ذكرها على النحو التالي:
- “وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى” طه133، في هذا النص القرآني وصف زمان.
- “وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ “التكوير10، في هذه الآية أشار النص فيها إلى صحف الأعمال الكسبية للإنسان وما سجل له وعليه من أعمال في الحياة الدنيا.
- “( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى . وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى . أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى . أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى . وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى . أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى . وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى . وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى . ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى” النجم36، و في هذا النص القرآني منسوبة لرسول الله موسى عليه السلام..
- “بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً” المدثر52ـ ووصف هذا النص القرآني للحال بكونها منشورة على الملأ.
- “فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ” عبس13، أشار هذا النص القرآني لكرامة هذه الصحف.
- “إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ” الأعلى18، وأيضًأ وصف هذا النص القرآني انتساب للزمان.
- “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى . وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى . بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى . إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى . صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى” الأعلى19، و في هذا النص القرآني منسوبة لرسل الله تحديدا.
- “رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً” البينة2، أما في هذا النص القرآني وصف للحال التي هي عليه من الطهارة التي تنفي ما يناقضها أو يضادها.
اقرأ أيضًا