الفرق بين العفو والمغفرة
يخلط الأفراد بين بعض المصطلحات المتعارف عليها سواءً في الأحاديث النبوية أو القرآن الكريم، لذا يهتم عدد كبير من العباد بالتعرف على الفرق بين العفو والمغفرة ، ويعتبر العفو والمغفرة والصفح من النعم التي منّ الله عز وجل بها على عباده.
كما أن العفو والمغفرة من الأخلاق الكريم والقيم التي تجعل العباد في مقربة من الله عز وجل طوال الوقت، وإن استخدمهم العبد بشكل سليم فـ سيفوز بعفو الله ومغفرته لذنوبه جميعًا، فلا ننسى أن الله هو العفو العفور.
لكن الكثير من العباد يخلطون بين صفتي العفو والمغفرة، خاصة وأن المصطلحين متقاربين كثيرًا، وقد يظن البعض أن العفو في معناه يحمل نفس جزاء المغفرة، لكن الحقيقة أن المصطلحين بينهما اختلاف لا يلاحظه الكثيرين، لكن الله عز وجل أظهر الفرق في مواضع كثيرة في القرآن الكريم.
ما هو العفو ؟
جاء ذكر لفظ “العفو” في موضع كثير في القرآن الكريم بشكل منفردة، ومنها على سبيل المثال، قول الله عز وجل: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )، وفي قوله تعالى أيضًا: (وأن تعفو أقرب للتّقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم ).
وفرّق العلماء وفقهاء الدين بين العفو والمغفرة، بأن العفو يتم فيه إسقاط الذنب و محو آثار المعاصي والذنوب تمامًا، بالإضافة إلى محو آثارها من قلب العبد كي لا يتذكرها مرة أخرى، وتتم إزالة تلك الذنوب من صحيفة أو سجل العبد ولا يُذكرها الله عز وجل يوم الحساب.
كما أن العفو يعني أيضًا عدم مجاراة أو مقابلة الإساءة بالإساءة، فـ عندما يتعرض المرء للسوء والأذى من جانب شخص آخر لا ينبغي أن يواجه الإساءة بالإساءة وعليه التحلي بصفة العفو، “العفو عند المقدرة” أو أن يقول الإنسان لآخر “أذهب فقد عفوت عنك”.
ما هي المغفرة ؟
وجاء لفظ المغفرة في أكثر من موضع في القرآن الكريم للتفريق بينها وبين لفظ العفو، فـ على سبيل المثال في قوله سبحانه وتعالى: (فغفرنا له ذلك وإنّ له عندنا لزلفى وحسن مآب).
والمغفرة تأتي بمعنى ستر الذنب ومحوه لكن يظل في صحيفة العبد ويذكره الله يوم الحساب، ولا يُذيله من قلب العبد حتى يتذكره يوم القيامة.
الفرق بين العفو والمغفرة
أما الفرق بين العفو والمغفرة ، فيتجسد في أن “العفو” أعم وأشمل من المغفرة ، فالعفو يُسقط الذنب تمامًا عن العبد ويمحو أثره من قلبه، بينما المغفرة تعبر عن ستر الذنب والخطأ لكن يظل في القلب ليتذكره العبد يوم الحساب دون عقاب.
قد يهمك أيضًا: الفرق بين المناجاة والدعاء
أدعية مستجابة للمغفرة وتكفير الذنوب
– يا كريم، اللّهم يا ذا الرّحمة الواسعة يا مطّلعاً على السرائر والضّمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنساً وفرجاً من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كلّه ومقاليد كل شيءٍ فهب لنا ما تقرّ به أعيننا وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنّك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشِّيَم، فبابك واقفون ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم.
– اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين، اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً طيباً من رزقك.
– اللهمّ افتح لنا خزائن رحمتك، اللهمّ رحمة لا تعذّبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقاً حلالاً طيباً، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكراً، وإليك فقراً وفاقة، وبك عمّن سواك غنىً وتعفّفاً
– اللهم يا من لطفه بخلقه شامل، وخيره لعبده واصل، لا تخرجني وذريتي وأهلي وأحبابي من دائرة الألطاف، وآمنا من كل ما نخاف، وكن لنا بلطفك الخفي الظاهر.
– اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.
– اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ.
– لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ياحي يا قيوم برحمتك أستغيث، إني مسني الضر وانت أرحم الراحمين.
– اللهم ارزقنا رزقا حلالاً طيباً مباركاً فيه كما تحب وترضى يا رب العالمين.
– اللهمّ أحيِنا في الدّنيا مؤمنين طائعين، وتوفّنا مسلمين تائبين، اللهمّ ارحم تضرّعنا بين يديك، وقوّمنا إذا اعوججنا، وأعنّا إذا استقمنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهمّ نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم أن تفتح لأدعيتنا أبواب الإجابة، يا من إذا سأله المضطرّ أجاب، يا من يقول للشيء كن فيكون.
– اللهم إني استودعتك أموري كلها، فوفقني لما تحبه وترضاه يا أكرم الأكرمين.