الفرق بين الكلالة في سورة النساء
الفرق بين الكلالة في سورة النساء، القرآن الكريم هو أعظم كتاب موجود على وجه الأرض والذي كرمه المولى عزوجل عند النزول به على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.
فهذا القرآن العظيم وضع سنن ودستور الحياة قبل وجود القوانين والمحاكم والقضاء واستندت منه كافة الشعوب دستورها حتى وإن لم يكونوا يعلمون ذلك.
فهناك سور بعينها كانت قد تحدثت عن مواقف كبيرة تمر كل يوم في حياتنا ومن بينها جميل العوض بعد الصبر في سورة يوسف والهدوء والسكينة في سورة الرحمن ويسن وزيادة الرزق والبركة في سورة البقرة.
وهناك سورة بعينها كانت قد تحدثت عن ما يخص النساء وكل شئ يرتبط بهم وهي سورة النساء، فالقرآن الكريم عظيم في محتواه ولا يشبه أي شئ غيره فهو كلام الله عزوجل.
وهناك العديد من المفسرن الذين فسروا الاتلافات في لفظة الكلالة والتي ورد في سورة النساء، لذا خلال هذه المقالة سوف نتعرف على الفرق بين الكلالة في سورة النساء.
فضل قراءة سورة النساء
تحدث النبي محمد صل الله عليه وسلم عن فضل قراءة سورة النساء بأن الإنسان تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، فقال صلوات الله وسلامه عليه :”من قرأ سورة النساء فكأنما تصدّق على كل مؤمن ومؤمنة، وأُعطيَ من الأجر كمن اشترى مُحرّراً، وبُرئ من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم”.
الفرق بين الكلالة في سورة النساء
ودار العديد من الشبهات حول اختلاف لفظة الكلالة في سورة النساء، حيث دار جدل واسع حول المعنى مع أن العلماء قد اهتدوا إلأى أنه لا اختلاف من حيث المعنى اللغوي والشرعي للفظة ذاتها ولكن الاختلاف يكون في مكان التطبيق والورود.
وأصل الكلالة في اللغة تعني الإحاطة وجاء منه الإكليل الذي يوضع على الرأس والْكَلَالَةُ أيضا تُحِيطُ بِأَصْلِ النَّسَبِ الَّذِي هُوَ الْوَلَدُ وَالْوَالِدُ.
وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: أَصْلُهَا مِنْ كَلَّ أَي أَعْيَى، فَكَأَنَّ الْكَلَالَةَ تَنَاوُلُ الْمِيرَاثِ مِنْ بَعْدُ، عَلَى كَلَالٍ وَإعْيَاء، وكذلك َقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَغْرِبِيِّ: “أَصلُهُ عِندي مَا تَرَكَهُ الإنسانُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، مَأخوذاً مِنَ الأكلِ وَهُوَ الظَّهْرُ، تَقُولُ الْعَرَبُ وَلَّانِي فُلَانٌ أكِلَّه، عَلَى وَزْنِ أظِلّه: أي وَلَّانِي ظَهرَهُ، وَالْعَرَبُ تُخبِرُ بِهَذَا الْاِسْمِ عَنْ جُمْلَةِ النَّسَبِ وَالْوِرَاثَة”.
أمّا عن المعنى الشرعي للفظة “كلالة” فقال الأئمة ممن سبقولنا عليهم جميعا السلام فهي يقصد بها الإخوة والأخوات والتي تم ذكرها في أول سورة النساء.
وقالت الأئمة نقلا عن المولى عزوجل:”” وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ” ويقصد بها الأخوة من الأم فقط.
والمَذكورُ في آخرِ السّورةِ ، الآيةِ 176 : { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ”.
إقرأ أيضا عبر قسم الفرق بين : الفرق بين الاية والسورة
معنى الكلاله في القرآن
تعرف الكلالة في الأساس بأنها بلا ولد ولا والد، أي أن المقصود بها أن يموت الرجل وليس يمتلك ولدا وليس له والد يرثه، وهذا ما ذكر في سورة النساء.
ما الفرق بين الايه 12 و الايه 172 في سورة النساء في الكلالة؟
قبل البدء في الحديث عن الفروقات ما بين الآيات سوف نذكرها لكم بإيجاز للإعلام بمحتواها ونركز على حقيقة الكلالة في هذه الآيات.
الآية 12:
وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ
وإن المقصود ب تفسير هذه الآية في الأساس هو أن الرجال لهم نصف ما يترك الأزواج بعد الوفاة، ولكن ذلك في شروط معينة عندما لا يكون لهم ولا تذكر أو كان أنثى، ولكن إن كان هناك مولود فلكم الربع فقط، حيث إنه بعد إن فاز الوصية.
بجانب أيضا أن يتم التخلص من الديون المستحقة لو كانت موجودة بالأجانب الوصية هي الأخرى بالإضافة أيضا إلى أن للأزواج على الرجال الربع مما ترك.
وذلك في شروط معينة عندما لا يكون لكم إبن أو ابنة منهم أو من غيرهم، ولكن إن كان هناك إبن أو ابنه فيحصلون على الثمن من تلك الأموال.
كما يقسم الربع أو الثمن بينهم، وإن كانت زوجة واحدة فيكون لها ميراث ولكن بعد نفاذ أوصيتم به من الوصايا الجائزة أو قضاء ما يكون عليكم من دين بالطبع.
بالإضافة أيضا إلى أن الرجل لو مات أو ماتت المرأة وليس لها ولد أو والد أو أي موروث بشكل عام وكان لها أخ أو أخت من أمه فلكل واحد منهما يحصل على السدس من أموالها.
وإن كان هناك إخوة أو أخوات لأم أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث الذي يقسم بينهم بشكل متساو لا يفرق بين الذكر وما بين الأنثى في هذه الجزئية رغم وجود الفروقات لكن في أمور محددة.
وإن تنفيذ الوصية من الأمور التي لا ترى فيها على الورثة وهذا ما وصانا به الله سبحانه وتعالى، وهي الوصية النافعة والله يعلم ما هو الأصلح للعباد.
الآية 172:
لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ۚ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا
حيث جاء في تفسير هذه الآية أن المسيح لن يتكبر ويأنف وهو الذي زعمتم أنه إله وكيف يكون عبدا وهو إله في نفس الوقت. و عند الله لا يستنكفون أن يكونوا عبيدا.
وفي النهاية وبالتحديد يوم القيامة سوف يحشر الجميع إلى الله سبحانه وتعالى ويفصل بينهم بالحكم العادل ويجازي كل منهم سواء كان صحيحا أو كان خاطئا بما يستحق من جزاء.
وإن الفكرة الأساسية من البحث عن هذه الآيات أن بعض الأشخاص يقولون أن بعض الآيات تنسخ إحداهما الأخرى والبعض الآخر يظنه من الآيات المكملة، ومن هنا يرغبون بالحصول على التعريف.
ولكن يجب العلم أن آيات الكلالة بالتحديد ليس بينهما أي تعارض وليس هناك أية نسخ الأخرى حيث أن الآية الأولى تتحدث عن الأخوة من الأم كما نقل القرطبي التفسير الذي يخص ذلك.
وعلى الجانب الآخر يجب العلم أن الكلالة ليست في الآيات التي سبق ذكرها، بل إن الكلالة ذكرت في الآية رقم 176 في سورة النساء وهي ” يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ”
ومن خلال الآية التي سبق ذكرها نجد أن المقصود الأساسي بالإخوة هو المقصود الإخوة من الأشقاء أولا، فإن لم يكونوا فإن الأخوة للأب هم الذين يحل لهم ذلك.
عدد آيات الكلالة في سورة النساء
بالنسبة للآيات التي تناقش هذه الكل الجزئية فهما الآيتين 12 من سورة النساء والآية الأخرى وهي 176 من سورة النساء والله تعالى أعلى وأعلم.
اقرأ المزيد الان : الفرق بين السورة المكية والمدنية