الفرق بين النقاش والجدال
كلنا يعرف أن لغتنا العربية الجميلة بحر عميق مليء بالكلمات والمعاني والدلالات، لدرجة أنه توجد بها ألفاظ متقاربة ومتشابهة؛ إلا أن لكل منها دلالة معينة ودقيقة، ومن بين الألفاظ المتقاربة المتشابهة في اللغة، نجد كلمتي النقاش والجدال وكلاهما يوحي بأنه يشير إلى نفس المعنى؛ ولكنهما في الحقيقة مختلفتان.. لذا يسرد موقع الجواب الفرق بين النقاش والجدال في هذا المقال.
- الفرق بين النقاش والجدال
- أسلوب النقاش الجاد النافع
الفرق بين النقاش والجدال
عرفنا أن اللغة العربية لغة القرآن الكريم، ومليئة بالألفاظ ولكل لفظ دلالة معينة، رغم تشابه الكلمات، ومنها (النقاش والجدال).
النقاش ويسمى المناظرة وهو تبادل الآراء بأسلوب الإنصات للطرف الآخر لمعرفة وجهة نظره حول قضية ما بهدف الوصول لنتيجة مشتركة أو بقصد الإجماع على صحة شيء ما.
أما الجدال فهو الاختلاف حول الآراء ومحاولة فرض الرأي لفكرة والتعصب لاتجاه معين ومحاولة الانتصار على الآخر لإثبات أنني على حق دون النظر إذا كان كلامي صوابا أم خطأ، مع استخدام أسلوب علو الصوت والصراخ أثناء الحديث وعدم إبداء رغبة في فهم وجهة نظر الطرف الآخر بقصد الوصول لنتيجة مشتركة أو اعتراف بحقيقة ما.
أما النقاش وهو الذي يسمى بالجدال الحميد : هو أن أناقش الآخر حول قضية ما؛ بهدف الحق والوصول إلى الصواب بغض النظر عن رأيي أو الانتصار به.. حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم (وجادلهم بالتي هي أحسن ).
وصفته الاساسية ..إخلاص النية لله والهدف منها الارشاد والهداية للحق.. فإما أعلم أو أتعلّم لأصل الى الحقيقة والرشاد.
إذا يمكن القول في النهاية ان..
النقاش : هو حوار يسمح فيه باستعراض وجهات النظر لكل من الطرفين وإبداء الرأي مع احترام الرأي الآخر، وذلك للوصول إلى نتيجة ترضى بها الجميع.
الجدال : هو المخاصمة والهجوم على الطرف الآخر، متمسكا برأيه بانه هو على الصواب وله حق المخاصمة بشتى أنواعها.
اقرأ أيضا: الفرق بين رواية ورش وحفص
أسلوب النقاش الجاد النافع
يعتمد أسلوب النقاش الجاد النافع على عدة ضوابط أثناء الحديث بين الطرفين أو أكثر، وإذا توفرت وتم اتباعها خلال الكلام؛ فيكون بذلك قد حصلنا على نقاش مفيد نصل منه في النهاية إلى معرفة الحق والصواب.
وتتلخص ضوابط أسلوب النقاش الجاد النافع فيما يلي:
- إخلاص النية لله من كلا الطرفين أثناء الحديث في الوصول للحق.
- الالتزام بآداب الحديث واستخدام أسلوب راق ومهذب خلال الكلام.
- عدم التعالي والفظاظة في القول فقد قال تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
- عدم التعصب في الرأي أو التمسك بوجهة نظر واحدة دون غيرها بهدف انتصارها فقط.
- التواضع وعدم التكبر بالعلم على الطرف الآخر أثناء الحديث لأنه يشعره بجهله وقلة علمه؛ مما يفسد أسلوب النقاش.
- النزول إلى مستوى العامة من الناس وانتقاء ألفاظ سهلة لإيضاح الفكرة دون الابتذال حتى يفهمه جميع الناس.
- احترام رأي الطرف الآخر أثناء النقاش ووضعه في الاعتبار خلال الحديث بهدف معرفة الحق.
- صفاء القلب والنية وعدم الحقد والكراهية للطرف الآخر وجعل الهدف هو توضيح وإظهار الحق للناس.
- الثقة بالنفس وعدم الاهتزاز أو التوتر والخوف أثناء النقاش.
- تجنب الصوت العالى والجهر بالسوء أثناء النقاش فهو أكثر ما يفسد الحديث.
- إظهار رغبة الوصول إلى نتيجة أو هدف أو حق واضح جلي للناس أثناء النقاش.
- محاولة إدخال الطرف الآخر إلى ساحة النقاش المهذب بطريقة لبقة ولطيفة باستخدام ألفاظ رقيقة وطرح أسئلة محيرة تحتاج إجابة.
- عدم المهاترة في الحديث والدوران حول كلام فاضي ليس له معنى.
- مواصلة النقاش إلى النهاية وعدم إنهائه قبل الوصول إلى نتيجة أو حقيقة واضحة متفق عليها.
اقرأ أيضا: الفرق بين الماء الطاهر والطهور