الفرق بين انشاء الله وان شاء الله
تكثر الأخطاء اللغوية في اللغة العربية من حيث الخلط بين نطق لفظين من باب الاختصار أو ما شابه ذلك؛ وهو ما يعد خطيرا لأنه يغير المعنى تماما، ومن المعروف في اللغة العربية أن الخلط بين لفظين أو تغيير حروف بالكلمة لاختصارها أو اعتياد نطقها وكتابتها بهذه الطريقة؛ قد يؤدي إلى الإخلال تماما بالمعنى في الجملة.
ومن بين الأخطاء اللغوية الشائعة، كلمتا انشاء الله وان شاء الله ؛ فإن الفرق بين اللفظين كبير جدا في المعنى وإن بدا في كتابته غير ذلك؛ لذا نتعرف في هذا المقال على الفرق بين انشاء الله وان شاء الله والمعنى المراد من كل منهما.
- معنى الفعلين انشاء وشاء
- الفرق بين انشاء الله وان شاء الله
معنى الفعلين انشاء وشاء
يقع الكثير منا في خطأ لغوي جسيم حينما يقول (انشاء الله) اختصارا أو بدلا من كلمة (ان شاء الله).. إذ أن هناك فرقا كبيرا جدا في اللغة العربية بين الفعلين انشاء وشاء؛ وهو ما سيعرضه موقع الجواب لتصحيح القول والجملة لمعرفة أيهما الأصح والأوجب في النطق والكتابة؛ حتى لا يختلط الامر على الناس.
معنى (انشاء) في اللغة هو النشأة والإيجاد؛ فإذا قلنا (انشاء الله) تعني والعياذ بالله أننا أنشأنا أو أوجدنا الله “تعالى الله سبحانه علوا عظيما”؛ وذلك يعد خطأ كبيرا في القول والمعنى والكتابة أيضا.
أما فعل (شاء) فهو يعني أراد ومشتق من المشيئة أو الإرادة؛ لذا فعندما نقول (شاء الله) أي أراد الله؛ وهو ما ينبغي علينا أن نقدمه دائما في حديثنا أو عندما ننوي فعل شيء؛ حيث لابد من تقديم مشيئة الله عز وجل.. وذلك في قوله تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) سورة الكهف.
اقرأ أيضا: الفرق بين رحمة الله ورحمت الله
الفرق بين انشاء الله وان شاء الله
عرفنا مما سبق أن هناك فرقا كبيرا في المعنى اللغوي بين الفعلين (انشاء) و (شاء)؛ فالأول بمعنى النشأة والإيجاد والآخر بمعنى المشيئة.. ومن هنا يصبح من الخطأ قول (انشاء الله) لأنها تعنى أننا نحن الذين أنشأنا الله) والعياذ بالله.
أما الأصح لغة ونطقا وكتابة هو قول (ان شاء الله) ويعني أنه إذا أراد الله عز وجل.. والفرق شاسع بين الكلمتين أو الفعلين، فالأول بمعنى الإنشاء، والآخر بمعنى المشيئة وشتان بين اللفظين.
وكما نعلم، فإن اللغة العربية هي بحر واسع مليء بالكلمات والمعاني والدلالات والألفاظ، منها المتشابه والمترادف والمختلف؛ لذا يجب علينا الحذر وتحري الدقة من أجل معرفة الصواب والنطق الصحيح؛ لأن الحرف الواحد إذا تم تغييره فمن شأنه أن يقلب المعنى رأسا على عقب، ونصبح مما يقولون على الله ما لا يعلمون.
والقضية جد خطيرة؛ لأن الكلمة لها أهميتها وخطورتها.. فهي المفتاح والأصل والأساس في اللغة؛ فإن مفتاح الجنة في كلمة، ودخول الإسلام بكلمة، وخلق سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، هو كلمة ألقاها الله تعالى إلى مريم.
ويمكن القول إن اللغة العربية هي أصل اللغات، أم اللغات، وقد خصها الله سبحانه بأن جعلها لغة القرآن الكريم؛ كما يطلق عليها أيضا لغة الضاد.. ويجب علينا أن نتعلم ونعرف بلاغتها ومعانيها، ونعلم مترادفاتها ومتشابهاتها من الدلالات اللفظية واللغوية؛ لكي نعلم ما نقول ونوصل المعنى الصحيح لمن نتكلم معه.
وتأتي أهمية العلم باللغة وغيرها، من أول أمر إلهي أنزله الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسل؛ فكانت أول آية نزل بها جبريل وهي (اقرأ باسم ربك الذي خلق)؛ مما يوضح أهمية العلم من أجل التمييز بين الصح والخطأ ومن أجل تطبيق أوامر الله وتحقيق مراده في الكون.
واللغة العربية هي الوحيدة التى تحتوى على دقة الألفاظ والبلاغة في المعاني؛ وقد تجلى كل ذلك في آيات القرآن الكريم.
اقرأ ايضا : الفرق بين الماء الطاهر والطهور