الفرق بين ربا الفضل وربا النسيئة
لعه من الموضوعات التي تشغل المسلمين بكثره وحكم الاسلام فيه ويتسائل عن رأي علماء الدين في الفرق بين ربا الفضل وربا النسيئة ولنعرف الفرق لنعرض ماهيتهم التي وضحتها مجلة البحوث الإسلامية.
ما الفرق بين ربا الفضل وربا النسيئة ؟
حيث تشرح مجلة البحوث الإسلامية أنواع الربا بالقول: “الرِّبا نَوعان: رِبا نَسيئَة ورِبا فَضل. النَّوع الأَول رِبا النَّسيئة وهو التَّأخير – وهو نَوعان: أحَدهما : قَلب الدَّين على المُعسِر” أي أن يخير الدائن المدين عند حلول موعد سداد الدين بين دفعه أو تأخيره مع الزيادة.
أما النوع الثاني؛ وهو النوع الذي يكون عن بيع شئ بشئ من نفس النوع أو الجنس، مع تأخير قبضهما أو قبض أحدهما، على سبيل المثال: قيام الفرد ببيع الذهب بالذهب أو الشعير بالشعير والملح بالملح مثلًا
أما عن ربا الفضل، فهذا يقصد به بشكل عام الزيادة،وتم تحريمه في 6 أعيان وهم: الفضة والذهب والملح والتمر والشعير والقمح، حيث أتفق العلماء على تحريم التفاضل فيما بين تلك الأعيان المتحدة في الجنس، حيث يرى الفقهاء أن سبب ذلك يعود إلى طبيعة المواد نفسها، باعتبار المواد نوعان إما مالًاا قابلًا للكنز أو توتًا يمكن أن يتم إدخاره.
وفي ربا الفضل ، بما يفرضه من تساوي المقادير وإهدار التفاوت بين قيمه، ما يُوصِد بعضا من أبواب المُقايضة، وهي وَسِيلة بِدائِيَّة للتداوُلِ ، ويفتح بها أبوابا من البيع بالنُّقود، وهي أضبط في تقويم الأشياء وأخفّها حَمْلا وأيسرها ادِّخارا ، وفي فرض البيع بها تكثير التُّجَّار وازدهار الأسواق.
قد يهمك أيضًا: الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي
ما هي الربا وأنواعها ؟
ويشرح الداعية المعروف، محمد راتب النابلسي، أنواع الربا بالقول: “ينقسم الربا إلى نوعـين كبيرين أوضحهما علماء المسلمين، وفصّلوا أحكامهما: فالأول ربا النسيئة من النسيء وهو التأجيل، والثاني ربا الفضل أي الزيادة ولو من دون تأخير.
الزيادة مع التأجيل ربا النسيئة، والزيادة من دون تأجيل ربا الفضل ونحا علماء الاقتصاد هذا النحو في تقسيم الربا لكنهم استعملوا أسماء جديدة من هذه الأسماء ربا الديون وهو ربا النسيئة، وربا البيوع وهو ربا الفضل.”
ويلفت النابلسي إلى أن النوع الأول (ربا الديون) كان شائعاً قبل الإسلام ومثله “أقرضت مائة ليرة تستردها مائة وعشرين.. يعني إذا أعطيته المبلغ وفي وقته أديته مائة، فإن أخرته أديته مائة وعشرين، وهو ينطبق على المعاملات المصرفية الربوية، يعني أي قرض بفائدة قلّت أو كثُرت هو ربا الديون وهو ربا النسيئة وهو ربا الجاهلية وهو ربا القرآن، كلها أسماء لمسمى واحد.”
ويشير النابلسي إلى وجود بعض الأنواع الخفية الخاصة بـ ربا الديون، ومن بينها “الزيادة على الدين” وهو المقصود به الدين الناتج من ثمن منتج ما أو سلعة ما، بحيث يتأخر الشخص الذي قام بشرائها عن الدفع، الأمر الذي يلزمه بدفع مبلغ زيادة مقابل تأخيره كل هذه المُدة. وهناك أشكال أخرى لهذا الأمر، مثلًا بيع الديون أو الاشتراط على الشاري الحصول على مبالغ معينة مقابل هذا الدين، فعلى سبيل المثال أن يطلب الدائن استخدام منزل أو أرض المُدين حتى يرد له دينه!
من جهته، يقول الشيخ محمد أحمد صالح الصالح أستاذ الدراسات العليا بالسعودية وعضو المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود في مقال نشرته “مجلة البحوث الإسلامية” الصادرة عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء فيذكر الحديث النبوي الذي يحدد بعض البيوع المحرمة بالقول: ” لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ، – أي لا تزيدوا – ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ، ولا تبيعوا منها غائبا بناجز.
وفي لفظ: “الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح ، مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى الآخذ والمعطي فيه سواء.”
أما الفوائد على بقاء الودائع لدى المودع فأمرها جلي واضح في أنها تجمع بين نوعي الربا ، ربا الفضل وربا النسيئة حيث يأخذ المودع زيادة على ما دفع مع التأخير.”