ما الفرق بين الهمز واللمز
عادة ما يكثر الخلط بين لفظي الهمز واللمز، لذا يبحث الكثير من الأفراد عن ما الفرق بين الهمز واللمز ؟، للوقوف على الفروقات بين اللفظين لاستخدام كل لفظ في محله.
لكن أكثر الناس لا يعلمون حتى الآن ما الفرق بينهما، حيث يخلطون كثيرًا بينهم وهناك من يمزج اللفظين معًا للإشارة إلى المعنى ذاته.
ومن المعروف، أن لفظ الهمز يدل على الغمز أو الطعن أي أن يقوم الشخص بالطعن أو العيب في شخص آخر في غيابه، ويأتي لفظ الهمز من “همز الشياطين” أي قذف الوساوس في قلب العباد.
بينما يعتم تعريف لفظ اللمز، بأن الشخص يقوم بالعيب في شخص آخر بالاعتماد على حركة الشفتين أو العينين أو اليدين، حيث يستخدم أي منهم للعيب في شخص آخر. وكذلك يمكن تعريفه بأن يقوم الشخص بالتكلم بشكل خفي عن شخص آخر ليعيب فيه.
ويمكن الجمع بين لفظي الهمز واللمز، للدلالة على فعل يقوم به شخص ما بعينه أو بعرضه للتمليح دون الحديث الصريح أو المباشر.
قد يهمك أيضًا: الفرق بين الحسد والعين
ما الفرق بين الهمز واللمز ؟
هناك عدة فروق بين الهمز واللمز كما وصفهما القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية الشريفة، ومنها:
عادة يُقصد نفس المقصد عند ذكر مصطلحي الهمز واللمز معًا في جملة واحدة، ويتم الجمع بينهما للانتقاص من شخص آخر أو من الناس بشكل عام.
لكن هناك بعض العلماء قاموا بالتفريق بين اللفظين، حيث أكد العلماء أن لفظ الهمز أشد وأقوى دلالة من اللمز، وبالعض الآخر قال أن اللمز يكون عادة بحديث اللسان أي بالقول فقط، لكن الهمز يكون بحركة اليد أو غمزة العينين.
وجاء ذكرر لفظ الهمز واللمز في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ)، والمراد قوله هنا ألا يعب الشخص غيره، وكذلك في قوله تعالى: (هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)[٤] وكذلك قوله: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ).
حيث يقول العلماء، أن الغمز بالعين قد يقصد به الخيانة والغدر لشخص ما، فعلى سبيل المثال: أن يمنحك شخص الأمان التام عند الحديث معه، ثم تقوم بالغمز لرجل آخر بعينك كي يعتدي عليه!
كما أن فعل الغمز بالعين قد يكون أيضًا بين رجل وامرأة، وذذلك يعد محرم للغاية خاصة وأنه بين رجل وأجنبية عنه حيث يدخل في الغمز المنهي عنه،
غير أن الإسلام يُحرم الهمز والغمز على حد سواء، سواءً كان الغرض منهم الطعن في الأفراد أو الانتقاص من شخص آخر، أو إذا كان بغرض الاستهزاء والسخرية من أخرين، وكذلك إذا كان الغرض منه الاعتداء على أحد وخيانته، وضمن الهمز واللمز النظرات المحرمة بين الرجل والمرأة التي لا تحل له.
والدليل على أن الإسلام حرم الهمز واللمز بكافة ما يندرج تحته من تصرفات تم ذكرها سلفًا، فإن القرآن الكريم أكد ذلك بشكل جلّي تمامًا، فقال الله عز وجل: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ).
ويعتبر الدين الإسلامي أن أي تصرف يشير إلى السخرية والاستهزاء بالقول أو الفعل من أشد الأخلاق تحريمًا، خاصة وأنها ينتج عنها تفريق الناس عن بعضهم، وذكر القرآن الكريم أن صفات السخرية والاستهزاء عادة تعتبر من أخلاق المنافقين.
وجاء ذلك في قوله عز وجل: (يَحْذرُ المُنَافِقونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ مَا تحْذرُونَ)