الفرق بين الاضحية والعقيقة
يبحث الكثير من المسلمين على الفرق بين الاضحية والعقيقة، قبل القدوم على ذبح الذبيحة والتي تهدف في أغلب الأحيان إلى التقرب من الله سبحانه وتعالى، والأضحية والعقيقة كلاهما سنة مؤكدة على الراجح المفتى به، ولهما أصل في الشرع الإسلامي الحنيف.
وخلال السطور القادمة من هذا التقرير نستعرض الفرق بين الاضحية والعقيقة، وذلك عن طريق استعراض أوجه الاتفاق والاختلاف بين الهدي والأضحية والعقيقة، وذلك على النحو التالي.
الفرق بين الاضحية والعقيقة
هناك عدد من أوجه الاختلاف والفروق بين الأضحية والعقيقة، يمكن عرضهم على النحو التالي:
- تعتبر الأضحية سنة مؤكدة في حق الموسر عند الجمهور، أما لدى الأحناف فهي واجبة عملًا لا اعتقادًا على الموسر،وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “مَن كان له سعة ولم يُضحِّ، فلا يقربنَّ مُصلانا”، بينما العقيقة فهي سنة مؤكدة، ولو كان الأب معسرًا.
- وثاني الفروق بين الأضحية والعقيقة تتعلق بالمشاركة، حيث أجاز الفقهاء الاشتراك في الأضحية، ولكن العقيقة فأكثر الفقهاء على المنع في المشاركة.
- وتتفرق العقيقة عن الأضحية في وقت الذبح أيضًا حيث أن للأضحية وقت معلوم، وهو بعد الفراغ من صلاة عيد الأضحى، بينما العقيقة فوقتها اليوم السابع من الولادة.
- وتختلف العقيقة عن الأضحية أيضًا في نقطة البيع منهما، حيث شدّد العلماء على عدم جواز البيع من الأضحية، بينما العقيقة فأجازوا البيع منها والتصدق بثمن هذا البيع.
الاتفاق بين الأضحية والعقيقة
هناك عدد من أوجه الاتفاق بين الأضحية والعقيقة يمكن ذكرها على النحو التالي:
- الاتفاق الأول يتعلق بالحكم الشرعي، حيث أن الأضحية و العقيقة يتفقان أن كلا منهما من السنن المؤكدة التي وصى النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، وعن الأضحية قال الله تعالى: ” فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ “، وروى البخاري ومسلم وأصحاب السنن عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “ضحَّى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحَهما بيده، وسمى وكبَّر، ووضع رِجله على صفاحهما”.
وأيضًا العقيقة تتشابه مع الأضحية في الحكم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عليه دمًا، وأَميطوا عنه الأذى”.
- وثاني اتفاق بين العقيقة والأضحية هي “فضلهما”، فالأضحية تعتبر تنفيذ لأمر الله تعالى، والعقيقة اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك ففضلهم كبير.
- وتتفق الأضحية مع العقيقة أيضًا في أن الذبح أفضل من الصدقة بالقيمة.
- وتتشابه كلا من العقيقة والأحية في مسألة حلق الرأس، ففي الأضحية يحلق المسلم مضحي رأسه، أو يأخذ من شعر رأسه إذا هم بالذبح مثلما يفعل الحاج المحرم، بينما في العقيقة، فإن الحلق للمولود سنة في يوم ذبحها، وهو يوم سابعه.
- أما التشابه الخامس في المقدار، حيث يتفق القدر المذبوح في الأضحية والعقيقة، والوارد في السنة أنه في الأضحية روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أقرنين أملحين، وروى مسلم في صحيحه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بكبش ليضحي به فأضجَعه، ثم ذبحه، ثم قال: “بسم الله، اللهم تقبَّل من محمد وآل محمد”، والحال يتشابه في العقيقة.
- سادسًا في الإنابة في الذبح حيث أنه من الأفضل عند ذبح الأضحية والعقيقة أن يذبح المضحي وصاحب العقيقة “أبو المولود” بنفسه إن كان يجيد الذبح، فإن لم يكن يجيد الذبح، فليشهد ذبح الأضحية أو العقيقة، ويصح أيضًا الإنابة في ذبح هذه وتلك.
- وتتفق العقيقة مع الأضحية في الخلو من العيوب التي من المحتمل أن يكون لها تأثير في سلامة أي منهما، وفي هذا الشأن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”أربع لا تجوز في الأضاحي، العوراء البين عورُها، والمريضة البين مرضُها، والعرجاء البين ظَلعُها، والعَجفاء التي لا تُنقَّى”.
- وتتفق الأضحية مع العقيقة أيضًا فيما يتعلق بتقسيم اللحم، حيث أنه يُسن للمضحي أن يأكل من لحم أُضحيته ويُطعم منها، ويجوز أن يدخر من أضحيته، وفيما يخص تقسيم العقيقة، فأوضح الشافعي وابن سيرين: اصنَع بلحمها كيف شئت.
اقرأ أيضًا عبر قسم الفرق بين
الفرق بين الاشاعرة والماتريدية