الفرق بين البكر والثيب
يبحث العديد من الأفراد عن الفرق بين البكر والثيب، بالإضافة إلى محاولة معرفة هل الثيب تختلف عن البكر في بعض أحكام الزواج، ويحاول العديد من الأشخاص على معرفة هل هناك أفضلية للبكر على الثيب، حيث أن القرآن الكريم أوضح أنّ النساء في الجنة هن من الأبكار.
فلنتعرف خلال السطور القادمة من هذا التقرير على معرفة الفرق بين البكر والثيب، بالإضافة إلى عرض أقوال السلف في الفرق بين البكر والثيب، وذلك على النحو التالي.
الفرق بين البكر والثيب
هناك عدد من الفروق بين البكر والثيب فبداية يمكن توضيح الفرق في المعنى، حيث أن البكر هي من لم تذهب بكارتها بنكاح، بينما الثيب هي تلك التي زالت بكارتها بنكاح.
وهناك عد من الفروق بين البكر والثيب في أحكام الزواج يمكن توضيحهم بالتفصيل، فمن حيث جهة الإذن فيجب العلم أن الثيب أحق بنفسها من وليها، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم “الثيب أحق بنفسها من وليها.. والبكر تستأمر، وإذنها سكوتها”. رواه مسلم، وهذا يعني أنها أحق بالرضا، فلا تتزوج حتى تنطق بالإذن، على عكس البكر، فيكفي في حقها السكوت.
أما فيما يخص الفرق بين البكر والثيب من جهة تقدير مهر المثل في حالة فساد النكاح مثلًا، فيكون مهر المثل ينظر فيه إلى جميع ما تتميز به المرأة من الصفات التي تزداد بها الرغبات فيها، أو تتناقص.
وتجدر الإشارة إلى أن الثيوبة والبكارة تعتبران من ذلك، حيث ورد في المغني في معرض الكلام عن الموطوءة في نكاح فاسد، قال: ومهر البكر يزيد على مهر الثيب ببكارتها، فكانت الزيادة في المهر مقابلة لما أتلف من البكارة.
ويذكر أن نساء أهل الجنة حور أبكار ، ليس فيهن ثيب، وقال الله سبحانه وتعالى : (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا)، حيث يكون المنعمين من أهل الجنة في أعظم نعيم وأكمل فرح وسرور ، والبكر تكون ألذ استمتاعا، وتكون البكر أيضًا أكثر تعلقا بالزوج وقربا، والله خلق الحور العين لم يمسهن قبل إنس ولا جان، وجاء في قوله تعالى”لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ”.
أقوال السلف في الفرق بين البكر والثيب
هناك عدد من المقولات التي قالها عدد من السلف في الفرق بين البكر والثيب، يمكن ذكر عدد منها على النحو التالي:
- فقال ابن عاشور رحمه الله : ” الْبِكْرُ أَشَدُّ حَيَاءً وَأَكْثَرَ غِرَارَةً وَدَلَّا ، وَفِي ذَلِكَ مَجْلَبَةٌ لِلنَّفْسِ، وَالْبِكْرُ لَا تَعْرِفُ رَجُلًا قَبْلَ زَوْجِهَا ، فَفِي نُفُوسِ الرِّجَالِ خَلْقٌ مِنَ التَّنَافُسِ فِي الْمَرْأَةِ الَّتِي لَمْ يَسْبِقْ إِلَيْهَا غَيْرُهُمْ ” انتهى من “التحرير والتنوير” .
- أعرب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن رأيه قائلا:” البكر أفضل؛ لأنها لم تطمح إلى رجال سابقين، ولم يتعلق قلبها بأحد قبله، ولأن أول من يباشرها من الرجال هذا الرجل، فتتعلق به أكثر ” انتهى من “الشرح الممتع”.
- وقال الشيخ ابن عثيمين :”قد يختار الإنسان الثيب لأسباب، مثل ما فعل جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ فإنه اختار الثيب؛ لأن والده عبد الله بن حرام ـ رضي الله عنه ـ استشهد في أحد، وخلف بناتاً يحتجن إلى من يقوم عليهن، فلو تزوج بكراً لم تقم بخدمتهن ومؤنتهن، فاختار ـ رضي الله عنه ـ ثيباً لتقوم على أخواته، ولهذا لما أخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك أقره النبي ـ عليه الصلاة والسلام ، فإذا اختار الإنسان ثيباً لأغراض أخرى ، فإنها تكون أفضل، وفي هذا دليل على اعتبار الأمور، وأن التفضيل يرجع إلى هذه الاعتبارات”.
اقرأ أيضًا