الفرق بين التجويد والترتيل
يسعى كثير من الأفراد إلى إعطاء حروف القرآن الكريم حقوقها والقيام بترتيبها وفق مراتبها الصحيحة، والذهاب بكل حرف من حروف القرآن الكريم إلى مخرجه وأصله، ولذلك يحرصون على معرفة الفرق بين التجويد والترتيل، حتى يكونوا من أهل القرآن على حق، وورد في السنة النبوية ما يشير إلى عِظَم مكانة أهل القرآن الكريم عند ربنا حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- “إِنَّ للهِ أهلِينَ مِنَ الناسِ قالوا: من هُمْ يا رسولَ اللهِ؟ قال أهلُ القرآنِ هُمْ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ”.
وخلال السطور القادمة من هذا التقرير نستعرض الفرق بين التجويد والترتيل، بالإضافة إلى عرض فضل قراءة القرآن الكريم من كتاب الله وسنة رسوله، وذلك على النحو التالي.
الفرق بين التجويد والترتيل
لا يمكن رصد فرق واضح بين التجويد والترتيل حيث أن معناهما متشابه إلى حد كبير، فالترتيل في قراءة القرآن الكريم يقصد به الترسل في تلك القراءة، وقال المولى عز وجل في هذا الصدد في سورة “المزمل” :وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا.
أما بخصوص فيقصد بتجويد الأمر أي القدوم به الإتيان به بصورة جيدة، والجيد يعني المعاكس للرديء.
وفي هذا الشأن أوضح اصطلاح القراء “الترتيل مرتبة من مراتب تجويد القرآن الكريم التي هي: الترتيل، والتدوير، والحدر” ولهذا فيجب العلم أن القراءة بالتجويد تضم هذه المراتب الثلاثة.
ويذكر أن القارئ للقرآن الكريم مطلوب منه وفقًا للشرع أن يقرأ القرآن مجوداً بإحدى هذه المراتب الثلاثة السابق ذكرها.
فضل قراءة القرآن في الكتاب والسنة
هناك عدد من الآيات القرآنية التي تنص على فضل قراءة كتاب الله، بالإضافة إلى الكثير من الأحاديث النبوية، يمكن عرضهم على النحو التالي:
- “الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”.
- ومن القرآن أيضًا قوله سبحانه وتعالى “وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً”.
- وهناك أيضًا قوله الله “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ”.
- ومن الأحاديث النبوية التي توضح فضل قراءة القرآن الكريم عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ”.
- عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ”.
- ورد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدُورُ وَتَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ منها، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ”.
- ومن الأمور التي جاءت إلينا من سنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ.
- وعن أبي أمامة الباهليّ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ”.
- عن أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ، كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ”.
اقرأ أيضًا