الفرق بين الفدية والكفارة
عادة ما تجد بعض المصطلحات القريبة جدًا من بعضها من حيث المعنى، لذا يهتم الكثيرين بالبحث عن الفرق بين الفدية والكفارة ، وفي العموم هذه المصطلحات تأتي للحديث عن الصيام أو تغطية عدم القدرة على القيام بأحد الفرائض التي فرضها الله عز وجل على المسلمين.
وجاء لفظ الكفارة في القرآن الكريم، وعادة ما يُقصد به الستر أو التغطية، وهي ما يُكفر به العبد من ذنوبه وعادة يتم التكفير عن الذنوب إما بالصدقة أو الصوم، وجاء تسميتها بالكفارة بهذا الأسم لأنها تستر ما يقترفه العبد من ذنب.
كما تُعرف الكفارة في الاصطلاح، بأنها مسمى يُطلق على بعض الأعمال التي تساعد في تكفير الأخطاء والذنوب على العباد، وأن قام بها المسلم وأتبع طرق الكفارة السليمة عن ذنوبة؛ يُعفى من المؤاخذة على الذنب في الدنيا والأخرة.
وقد نص القرآن الكريم في كثير من المواضع، وكذلك السنة النبوية الشريفة على أن أداء الكفارة وسيلة لتكفير الذنوب والتخلص من الآثام.
أما الفدية فهي في اللغة تعتبر مقدار محدد من المال يقوم بدفعه الأسير لتخليص نفسه من الأسر، وفي الاصطلاح تعني “البدل” الذي يخرجه الفرد من أجل تخليص نفسه من أي شئ مكروه أو سئ.
كما أن الفدية أو الكفارة فيمكن للعبد أن يؤديهما في أي وقت، فلا تشترط أن يتم تأديتهما في وقت محدد، إلا أن التعجيل فيهما أفضل من التأخير، ويؤجر العبد إذا قام بتأديتهما في شهر رمضان ضعف الثواب.
الفرق بين الفدية والكفارة
هناك بعض المذاهب التابعة للأئمة الأربعة، توضح الفرق بين الفدية والكفارة ، وكذلك توضح أسباب وجوب تأديتها.
فـ مثلًا، فدية الصيام، إذا أفطر المسلم في رمضان ولم يقدر أن يقضي ما عليه بعد رمضان وحتى شهر رمضان الذي يليه، توجب عليه القضاء والفدية، وذلك من خلال إتفاق مذاهب المالكية والشافعية والحنابلة، وتٌقدر الفدية عن كل يوم أفطره إطعام مسكينًا.
فيما يرى جمهور الحنفية، أن الحالة السابقة لا يلزم فيها الفدية وإنما وجود القضاء فقط.
أما إذا مات العبد وعليه قضاء ولم يقضه بدون عذر، فأكد جمهور العلماء أن وجب عليه الفدية وهو إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، حيث لا يجوز الصوم عن الميت.
وهناك حالات أخرى تكون الفدية واجبة عليهم، خاصة لمن عجز عن الصيام مطلقًا، مثلًا: كبار السن الذين لا يقوون على الصوم، وكذلك الشخص المريض مرض يعجز الشفاء منه، وأيضًا الحامل والمرضع إن خافتا على ولدهما، والحالة الأخيرة عليهما القضاء بالإضافة إلى الفدية.
أما كفارة الصيام، فهذه الحالة تصبح واجبة على من تعمّد الجماع في نهار رمضان، وذلك في حالة حدوث إنزال أثناء الجماع أو لم يحدث، وهناك اتفاق بين الفقهاء وجمهور العلماء في تلك الحالة، عملًا بالحديث النبوي الشريف: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا.).
والحالة الثانية التي تستوجب الكفارة، هو من تعمد الأكل والشرب في نهار رمضان.
أدعية مستجابة لتكفير الذنوب وتيسير الحال
– ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ، فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ، يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ.
– اللَّهمَّ ربَّ السَّماواتِ وربَّ الأرضِ، وربَّ كلِّ شيءٍ، فالقَ الحبِّ والنَّوَى، مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ، أعِذْني من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ، أنت آخِذٌ بناصيتِه، أنت الأوَّلُ فليس قبلك شيءٌ، وأنت الباطنُ فليس دونك شيءٌ، وأنت الظَّاهرُ فليس فوقك شيءٌ، اقْضِ عنِّي الدَّينَ وأغْنِني من الفقرِ.
(اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.
– اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وتولنا فأنت أرحم الراحمين.