الفرق بين الهم والغم
يجب أن نفهم ما الفرق بين الهم والغم ، لعدم خلط بعض المفاهيم التي نمر بها كـ مشاعر وأحاسيس ببعضها، فـ مثلًا قد يمر بعض الأفراد بالهم أو الغم على مدار اليوم لكن يُعبر عنه دائمًا بـ لفظ “الحزن” وذلك لأنهم مترافات تحمل نفس المعنى تقريبًا لغويًا.
لكن الحزن له معنى خاص به وينبغي أن نُطلقه على شعور محدد يمر به الفرد، وكذلك الهم والغم، فـ كلًا منهما يُعبر عن حالة ووضع معين يجب التفريق بينهما لأن النبي محمد -صل الله عليه وسلم- أمرنا بالاستعاذة من الهم والحزن.
ما هو مفهوم الحزن ؟
يمكن النظر إلى الحزن بأنه أحد المشاعر الإنسانية التي يُعبر بها الإنسان عن احساسه في وقت ما، وهو شعور قد يصيب الإنسان بعد التعرض لأزمة أو أمر غير محبوب.
فعندما فقد نبي الله يعقوب -عليه السلام- ابنه سيدنا يوسف -عليه السلام-، جاء وصف حالته في القرآن الكريم في سورة يوسف، ليعبر عما يشعر به من حزن شديد، وجاء ذلك في قوله تعالى: “إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون”.
لذا، فـ يمكن التعبير عن الحزن عند المرور بموقف وقع في الماضي وتم بشكل نهائي وترتب عليه وضع الفرد الحزين، وتسبب له في وجود غصة في القلب.
ما هو مفهوم الهم ؟
أما الهم فهو عكس الحزن تمامًا، والمقصود به الانشغال بالتفكير في الأمور التي قد تحدث في المستقبل بشكل غير سار، أي كثرة التفكير بشكل محبط بشأن المستقبل، كأن الفرد سيفقد عمله بعد شهر، أو سيفقد أمواله أو بأن فتاة ما لن تتزوج أبدًا، ما ينتج عنه الشعور بالهم من كثرة التفكير فيما سيكون.
قد يهمك أيضًا: الفرق بين العادات والتقاليد
ما هو مفهوم الغم ؟
لكن الغم هو أن يشهد الفرد أمرًا ما يصيبه بالغم، مثل ظهور نتيجة الامتحان وتجد أن درجاتك سيئة للغاية فـ تُصاب بالغم، وهنا الغم يُصيب الأفراد بسبب تعرضه لموقف ما.
وجاء لفظ الغم في عدة مواضع في القرآن الكريم، بينما جاء ممزوجًا بصرفه من الله عز وجل أيضًا، ذلك في قوله تعالى: “ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ”.
الفرق بين الهم والغم
أما الفرق بين الهم والغم ، فـ يمكن تلخيصهما في أن الحزن شعور إنساني يمر به العبد بعد موقف ما تسبب في وجود غصة في قلبه، وهو من فطرة الإنسان الذي خلقه الله “الفرح والحزن”.
أما الهم، فـ يكون عادة من كثرة تفكير الفرد في الأمور التي لم تحدث بعد، لكن بسبب توقع حدوث شئ في المستقبل يقبض قلبه، دائمًا ما يشعر بالهم. وينبغي عن العبد أن يستعيذ من الهم وأن يُسلم أموره لله.
أما الغم فهو شعور يشعر به العبد عندما يحدث له شئ أو أمر ما يقلب احساسه تمامًا، لكن على العبد الصالح أن يوقن بأن الله سيجازيه خيرًا ويُعوضه أيضًا، كي يزيل همه وغمه سريعًا.
أدعية لتفريج الهم والغم
– اللهم ارزقنا نجاحاً في كل أمر، ونيلاً لكل مقصد، وارزقنا القمة في درجات العلم.
– سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، استغفر الله العلي العظيم.
– اللهم رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.
– كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب (ثلاث مرات) ثبت قلبي على دينك، ياعلام الغيوب (ثلاث مرات) أطفأت غضبهم بلا إله إلا الله واستجلبت محبتهم.
– اللهم إني أسألك عفوك ورضاك، وأسألك اللهم أن تدخلني الجنة وتبعدني عن النّار كما باعدت بين المشرق والمغرب.
– اللهم احفظني بحفظك واشملني برعايتك، واكفني شر خلقك، واجعل حياتي سعيدة، واحشرني مع خير خلقك، واجمعني برسول الله في جنانك يا حنّان يا منّان.
– اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي.