ما الفرق بين التاريخ والتأريخ
ما الفرق بين التاريخ والتأريخ ، عادة ما يتم النظر إلى التاريخ على أنه تلك الأحداث التي تم تدوينها في الكتب على مر العصور والأزمنة، كما أن التاريخ اهتم في البداية بسير الأنبياء والصحابة والتابعين، ومن لحقهم أيضًا، وفيما بعد باتت مهمة التاريخ هي تدوين كافة الأحداث التي وقعت فيما بعد.
كما حفِظت التُّراث الخاصّ بالأمم والحضارات، والتي وسّعت مدارك الإنسان من النّاحية الأخلاقيّة لأنّها ساعدت في تحليل الوثائق والتّوصل إلى النتائج الصّحيحة عن طريق استنباط الاكتشافات التّاريخيّة القديمة، ومن هذه الكتب: تاريخ الخلفاء للسّيوطي، والبداية والنّهاية لابن كثير، وكتب محمود الطّحان وغيرها من الكتب، وفي هذا المقال سيتمّ التّحدّث عن الفرق بين التاريخ والتأريخ، وأهمّية التاريخ.
ما الفرق بين التاريخ والتأريخ
ويُقصد بـ التاريخ، دراسة كل ما يهتم بالماضي بهدف إخبار الجيل الحالي بكل ما هو حاصل عبر الزمن، ويعتبر التاريخ من بين العلوم الاجتماعية المهتمة بنقل الأحداث السياسية والاجتماعية بشكل عام، لكنه لا يتناول فكرة تعديلل سلوك الإنسان.
كما أنّه أداة للكشف عن الصّراعات الخارجيّة التي حدثت والتي ستحدث، ومن زاوية أخرى هو علمٌ يتعلَّق بالمكان والزمان بما فيه من وقائعَ وأحداث، وما يكون له أثر في نفوس النّاس وتصرّفاتهم، هذا ما قاله ابن خلدون حيث تحدّث في كتابه عن الفرق بين التاريخ والتأريخ، أما بالنّسبة للتأريخ فهو عمليّة تسجيل وتوثيق الأحداث عبر الزّمان بواسطة مؤرّخ مُتخصّص، والمؤرّخ وظيفته الأولى تقييم الأحداث ومن ثمّ إبرازها للوجود، وذكَر الجوهري في الصّحاح في مادة أرّخ.
قد يهمك أيضًا: الفرق بين التمييز والحال
ما هو التأريخ ؟
هو تعريف الوقت، والتوريخ مثله، ويُقال: أرّخ الكتاب ليوم كذا: أيْ وقّته، ويقال : أرّخت و ورخت، فهذا كله دليل على القيام بالفعل أي جمع مواد التاريخ وتحليلها وتصنيفها وترتيبها ومن ثَمّ إظهارها ونشرها، إذن الفرق بين التاريخ والتأريخ، أن التاريخ هو الأحداث، أمّا التأريخ معناه الاكتفاء بالتدوين عن طريق كتابة التّاريخ، وفهم التاريخ مُتعلّق بالتأريخ ومعتمد عليه، هذا يعني أنّه لا يُمكن لأي شخص أن يتذكّر الماضي ويقيس عليه الحاضر إلاّ إذا تأرَّخ التاريخ.
ما هي أهمية التاريخ ؟
يتحيّز علم التاريخ مكانةً مهمّة بين العلوم، وهو أحد العلوم الإنسانيّة المتقاطعة نع غير علمِ، فلا يمكن دراسة التاريخ بمزل عن علم الجغرافيا والأدب والفلسفة وغيرها، وبعد أن تمّ التّعرف على كتب التّاريخ، والفرق بين التّاريخ والتّأريخ، سيتمّ الحديث عن أهمّية التّاريخ والتي تتجلى في النّقاط الآتية: البحث عن الذي مرّ به الصّحابة؛ لأنّ الأحداث التي مرّوا بها ستكون مفضية إلى الوقوع بها في الحاضر.
التّاريخ عبارة عن موعظة للأمم اللاحقة ممّا يؤدّي إلى تثبيت قلوب المؤمنين، وذلك واضح في قوله تعالى: {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ}. سبيل إلى الاقتداء بأهل الصّلاح والتّقوى، لقوله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ}. طريق للاستفادة من دروس السّابقين، وأخذ العبرة منهم، لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.
معرفة السّنن الكونية، من سنن تحقيق النصر، ومعرفة مآل الظّالم ومكافأة المظلوم، ومعرفة نصر المؤمنين الصّادقين على عدوّهم، فقد قال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}.