ما الفرق بين الثرى والتراب
ما الفرق بين الثرى والتراب ، هناك مفارقات فيما يظن أنه مترادف في اللغة العربية، والتي تمتلئ بالكلمات التى تبدو في ظاهرها متشابهة إلا أن لكل لفظ معنى آخر مختلف.
ومن بين متشابهات الألفاظ في لغتنا العربية نجد لفظتي الثرى والتراب؛ فيعتقد الناس خطأ أنهما مترادفتان؛ إلا أن لكل لفظة معنى وقصد مختلف.. لذا نتعرف في هذا المقال على الفرق بين الكلمتين.
- ما الفرق بين الثرى والتراب
معنى يواري جثمانه الثرى
ما الفرق بين الثرى والتراب
كلمة ثرى او ثَرًى بمعنى الرمل المبلل بالماء وهي [مفرد].. وجمعها أَثْراء؛ فالثَّرى يعني طبقة التُّربة التي تشكِّل سطح الأرض.. ويقول الله تعالى في كتابه الكريم: {لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}.
وكما نقول: (أين الثَّرى من الثُّريّا)؛ فهو تعبير يستخدم لتوضيح البعد الكبير بين الأرض والنجوم المعروفة بالثُّريَّا.
وعندما يقال فلان مات- طيَّب الله ثراه: فإنه دعاء للمتوفى بأن يغمره الله برحمته في القبر.
أما التراب: فهو الرمل الجاف او الناشف كالموجود في الصحراء.
إذا.. كما قلنا فإن الثرى هو الرمل المبلل بالماء أو الطمي الموجود على الشواطئ البحرية أو النهرية؛ حيث يقال أيضا على طبقة الطين الموجودة على ضفاف نهر النيل أو الأنهار العذبة وكذلك طمي الأرض الزراعية.
أما التراب فهو الرمل أو فتات الحصى والحجارة الجافة غير المختلطة بالماء أو المطر.
وتمتلئ لغتنا العربية الجميلة بالكثير من الألفاظ التي تبدو في ظاهرها متشابهة لكنها تختلف في المعنى؛ فلكل لفظ دلالة خاصة به؛ وهي لغة القرآن الكريم الذي اختصها رب العالمين لقدرها ودقتها.. فقال تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) سورة فصلت الآية 44.
ومعنى الآية هنا أن الكفار كانوا سيتساءلون لو كان أعجميا: أأعجمي هذا القرآن.. كيف ينزل على من هو لسانه عربي “أي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”.
معنى يواري جثمانه الثرى
عرفنا في السابق، أن الفرق بين الثرى والتراب، أن الثرى هو الرمل المبلل بالماء، أما التراب فهو الرمل الناشف.
أما معنى يواري جثمانه الثرى ، فهو يقال عند دفن جثمان الميت.. وكلمة يواري: أي يغطي، والجثمان: هو جسد الميت؛ إذا يوارى جثمانه الثرى؛ أي سيتم دفن الميت وتغطية جثمانه بالثرى أي الرمل المبلل داخل القبر.
ويتضح من كل ماسبق أن (الثرى ) هو الرمل الأصفر المبلل بالماء كرمال الشواطئ البحرية وكذلك النهرية أي كانتربري الطينية.. أما (التراب ) فهو الرمل الأصفر أو الحصى الجاف الناشف الذي لا يختلط بالماء ولا بالمطرية لا بالندى، كرمال الصحراء تماما؛ فعندما ينزل المطر على الصحراء؛ يصبح رملها هو الثرى أي المبلل؛ أما إذا طلعت عليه الشمس وجففته أي جعلته جافا ناشفا؛ فأطلق عليه كلمة التراب.
ومن المعروف أن مصطلحات اللغة العربية كثيرة؛ فهي بحر كبير من الألفاظ والمعاني؛ وكل لفظة تدل على معنى محدد ودقيق؛ لذا فقد أطلق عليها الفصحى؛ وذلك لفصاحة ألفاظها ومعانيها الدقيقة المعبرة؛ فلا يستخدم القرآن لفظا أو كلمة إلا وكان له معنى دقيق وحرفي.
وبذلك يكون الله تعالى قد كرم اللغة العربية وأعطاها منزلة كبيرة بأن جعلها لغة القرآن الكريم؛ كما جعل الأمة العربية الإسلامية وهي أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أمة وسطا أي معتدلة.. فقال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).
وقال تعالى ايضا: ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ). الأنعام آية 59.
اقرأ ايضا : الفرق بين الماء الطاهر والطهور