هل يشفى مريض طيف التوحد
هل يشفى مريض طيف التوحد ؟ ربما يكون ذلك من أكثر الأسئلة التي تشغل الأمهات والآباء الذين اكتشفوا إصابة طفلهم بالتوحد لما له من تأثير كبير على مستقبل الطفل في حالة تأخر العلاج وما يسببه من مشاكل في التعلم والتواصل الاجتماعي وغيره من المشاكل التي يمكن أن تجعل الطفل لا يعيش حياته مثل أقرانه.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على اضطراب طيف التوحد وأنواعه وما يسببه من أعراض ومضاعفات عند الأطفال، وكيفية التعامل مع الطفل المصاب بطيف التوحد، ونجاوب على سؤال هل يشفى مريض طيف التوحد؟.
هل يشفى مريض طيف التوحد
طيف التوحد هو اضطراب عصبي نمائي، يصيب الأطفال في مرحلة مبكرة من الطفولة من عمر 12 إلى 18 شهر، ويسبب لهم العديد من المشاكل التي تؤثر على تفاعلهم مع الآخرين والتواصل الاجتماعي واستخدام اللغة وغيرها من المشاكل التي تعيق دون ممارسة الطفل لحياته بشكل طبيعي.
ويرتبط اضطراب طيف التوحد بنمو الدماغ لدى الطفل، لذلك فإن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يجدون صعوبة في تمييز الأشخاص الآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، ويتضمن أيضًا أنماط محدودة ومتكررة من السلوك، وهو ما يؤثر على كيفية التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الطفل.
وتشير الدراسات إلى أنه لا يوجد حتى الآن سبب محدد لإصابة الأطفال باضطراب طيف التوحد، ولكن الشائع وراء هذا الاضطراب هو العوامل الوراثية والعوامل البيئية المختلفة التي تحيط بالأم أثناء الحمل والولادة.
وبالعودة إلى سؤال هل يشفى مريض طيف التوحد نجد أن العديد من الدراسات العلمية قد اتفقت على أنه لا يوجد شفاء تام لهذا الاضطراب، ولكن يوجد مجموعة من البرامج العلاجية والتأهيلية التي تساعد على تنمية مهارات الطفل وتدريبه على التواصل والتخاطب وتعديل سلوكه.
وتوصلت بعض الدراسات إلى أن هناك بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد قد تحسنت الأعراض لديهم مع التقدم في العمر، وخاصة المصابين بنوع التوحد البسيط، فمن الممكن لهؤلاء الأطفال أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي بعد تلقيهم العلاج الدوائي والسلوكي المناسب.
وتؤكد الدراسات أن الاكتشاف المكبر لاضطراب طيف التوحد ومتابعة برامج علاجية مناسبة يساعد على الحد من أعراض المرض وتطورها، كما يساعد الطفل المريض على ممارسة حياته بشكل أقرب للطبيعي، ويساهم في إمكانية انخراط الطفل في المجتمع والحضور إلى المدرسة والتفاعل مع الآخرين وتحسين مستقبله الدراسي والمهني.
وفي الوقت ذاته حذرت الدراسات من أن إهمال العلاج أو تأخر الشخيص قد يؤدي إلى تعرض الطفل إلى العديد من المضاعفات والمشاكل، ومنها مشكلات في التعلم ينتج عنها فشل دراسي، كذلك الفشل المهني، والعيش في عزلة وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي، والقيام بسلوكيات عدوانية ومؤذية تجاه الآخرين.
أنواع طيف التوحد
إذا كانت الإجابة على سؤال هل يشفى مريض طيف التوحد بأن لا يوجد شفاء تام ولكن يمكن السيطرة على الأعراض وتجنب حدوث مضاعفات تؤثر على حياة الطفل، ولكن ذلك يتوقف على نوع التوحد، فهناك توحد بسيط وآخر متوسط وثالث شديد.
فكذلك يُصنف التوحد إلى 3 مستويات تتحكم في مدى حاجة الطفل إلى الدعم والرعاية ونوع البرامج العلاجية، وهي مقسمة كالتالي:
- توحد بسيط: وهو أخف درجات التوحد ولا تؤثر أعراضه بشكل كبير على الطفل، ولا تؤثر على قدراته الدراسية أو العملية.
- توحد متوسط: ويحتاج مريض هذا النوع من التوحد إلى برامج تدريب على بعض المهارات مثل جلسات النطق والتخاطب ومهارات التواصل.
- توحد شديد: وهذا النوع من اضطراب التوحد يحتاج إلى رعاية مستمرة سواء من الناحية العلاجية أو من قبل الوالدين في المنزل طوال اليوم.
وهناك تقسيمة أخرى لأنواع اضطراب التوحد تتمثل في الآتي:
- متلازمة اسبرجر: وهو يعادل مستوى التوحد البسيط، ويمتاز الأطفال المصابون بهذا النوع من التوحد بالذكاء المتوسط أو أعلى من المتوسط والقدرة على أداء مهامهم والتعامل مع الأنشطة اليومية بكفاءة جيدة، ولكنهم قد يواجهون صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
ومن أعراض الإصابة بمتلازمة أسبرجر قيام الطفل بتكرار نفس السلوكيات والأنشطة، وضعف التواصل الاجتماعي، والتحدث بصوت عالي وسرعة الغضب، وعدم فهم الدعابة وصعوبة إدراك الإيماءات غيراللفظية وعدم التحكم بالعواطف.
- اضطرابات النمو الشامل: وهذا الاضطراب أكثر حدة من متلازمة أسبرجر، ويعاني فيه الطفل من بعض الأعراض مثل تكرار أنماط محددة من السلوك، وتأخر تطور اللغة وصعوبة التكيف مع التغيرات الجديدة.
- اضطراب التوحد: وهو اضطراب أكثر شدة وحدة من طيف التوحد، وتتشابه أعراضه مع أعراض متلازمة أسبرجر ولكن تكون أكثر حدة، وتشمل الآتي: “نوبات متكررة من الغضب الشديد، اضطرابات في النوم وعادات الأكل، صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي”.
- اضطراب الطفولة التفكككي أو التحللية، وهو أشد أشكال اضطراب التوحد، وعادة تظهر أعراضه بشكل تدريجي بعد بلوغ الطفل عمر الـ3 سنوات، وتشمل الآتي: فقدان الطفل للمهارات اللغوية والعقلية والاجتماعية، تراجع القدرات الحركية، عدم القدرة على التحكم في المثانة، الهلوسة والتخيل برؤية أو سماع أشياء غير موجودة”.
اقرأ أيضًا عبر قسم أعراض وأمراض: أعراض التوحد في الأطفال الرضع والأطفال ما قبل السنتين
أعراض طيف التوحد البسيط
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل يشفى مريض طيف التوحد، ومعرفة أنواع اضطراب التوحد، نستعرض أبرز أعراض طيف التوحد البسيط باعتباره أكثر أنواع التوحد شيوعًا بين الأطفال، وهي كالتالي:
- صعوبة في إجراء محادثة مع الآخرين، وعدم القدرة على إدراك الكلام وفهم تعابير الوجه.
- صعوبة الحفاظ على التواصل البصري عند التحدث مع الآخرين.
- تكرار حركات معينة مثل تحريك جسده للأمام والخلف بنفس النمط.
- تكرار كلمات أو عبارات معينة دون سبب.
صعوبة في تكوين الصداقات لعدم قدرته على مشاركة الآخرين اهتماماتهم أو اللعب معهم. - سرعة الشعور بالملل من الألعاب والأشياء.
- المبالغة في ردة الفعل مثل التحدث بصوت عالي جدًا.
علاج طيف التوحد البسيط
لقد أشارنا خلال الإجابة على سؤال هل يشفى مريض طيف التوحد إلى أنه بالرغم من عدم وجود حالات شفاء تام من هذا الاضطراب، إلا أن العلاج يساهم بشكل كبير في أن يعيش الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد البسيط حياة أقرب إلى الطبيعة، ومن أهم طرق علاج طيف التوحد البسيط ما يلي:
- العلاج باللعب: ويهدف إلى تعليم الطفل المهارات اللازمة للتواصل مع الآخرين عن طريق اللعب.
- العلاج السلوكي: ويهدف إلى تصحيح السلوك الخاطيء والمؤذي لدى الطفل المصاب بطيف التوحد، وتعليمه السلوكيات المناسبة.
- العلاج الوظيفي: ويهدف إلى مساعدة الطفل على تحسين قدراته على الاعتماد على نفسه والقيام بمهامه وأنشطته اليومية.
- علاج النطق: ويهدف إلى تحسين مهاردة النطق والتحدث لدى الطفل، وتعليمه كيفية فهم لغة الجسد وإجراء محادثات مع الآخرين.
- العلاج الطبيعي: ويساعد الطفل على انخفاض التوتر العضلي وتحسين مهاراته الحركية وقدرته على القيام بالأنشطة الحركية.
وتجدر الإشارة إلى أنه بجانب البرامج العلاجية والتأهيلية المستخدمة مع الطفل مريض طيف التوحد، فإن تقديم الرعاية والدعم من قبل الوالدين له دور كبير في تحسين حالة الطفل، لذلك هناك بعض التعليمات والإرشادات التي يمكن اتباعها مع الطفل التوحدي، ومنها الآتي:
- فهم سلوك الطفل وعدم معاقبته على التصرفات الخاطئة مثل الصراخ وضرب الرأس وغيرها، ولكن يجب تحفيزه وتشجيعه لتجنب هذه السلوكيات.
- استخدام التعزيز الإيجابي إذا قام الطفل بسلوكيات جيدة، وتقديم عبارات المدح والثناء لتحفيزه للاستمرار على القيام بهذا السلوك.
- محاولة تهدئة الطفل عند تعرضه لنوبات الغضب والانهيار.
- محاولة تعويد الطفل على الالتزام بروتين يومي معين، مثل تحديد وقت للقيام بالواجبات المدرسية والنوم وتناول الطعام وهكذا.
اقرأ أيضًا : هل مريض التوحد ذكي