هل يشفى مريض فرط الحركة
هل يشفى مريض فرط الحركة سؤلًا يشغل بال أولياء الأمور الذين يعاني أطفالهم من هذا الاضطراب الذي يعد أحد الأمراض المزمنة التي تحدث في الطفولة وتستمر حتى مرحلة البلوغ والرشد وتترك تأثيرًا كبيرًا على سلوك المريض وحياته الدراسية والاجتماعية.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على كل ما يتعلق باضطراب فرط الحركة وأعراضه وأسباب إصابة الأطفال بهذا المرض وعوامل الخطورة والمضاعفات التي يسببها وكيفية العلاج، ونجاوب على سؤال هل يشفى مريض فرط الحركة.
هل يشفى مريض فرط الحركة
قبل الإجابة على سؤال يشفى مريض فرط الحركة نعرف أولًا ما هو مرض فرط الحركة، فهو حالة مزمنة ناتجة عن اضطراب في النمو يصيب العديد من الأطفال وتظهر أعراضه في الفترة من من عمر 3 إلى 6 سنوات، وتستمر حتى مرحلة البلوغ.
ويسبب اضطراب فرط الحركة العديد من المشاكل للأطفال والتي يمكن أن تلازمهم حتى الكبر، مثل نقص الانتباه وفرط النشاط والسلوك الاندفاعي، فضلًا عما يترتب عليه من مضاعفات خطيرة إذا تم إهمال العلاج، مثل الفشل الدراسي والمهني وغيرها من الصعاب التي سنتحدث عنها بالتفصيل خلال السطور التالية.
وبالنسبة للإجابة على سؤال هل يشفى مريض فرط الحركة، نجد أن الدراسات قد أكدت على عدم وجود علاج نهائي يساهم في الشفاء من فرط الحركة، ولكن هناك بعض الطرق العلاجية التي تستهدف السيطرة على الأعراض والتحكم في السلوك الاندفاعي، مثل العلاج الدوائي والعلاج السلوكي والتربوي.
وتشير بعض الدراسات إلى أن العلاج المستخدم في الحد من أعراض فرط الحركة تكون بمثابة نقطة تحول إيجابية للأطفال المصابين بهذا الاضطراب، فهي تساعدهم في التحكم في تصرفاتهم وسلوكهم والنجاح في دراستهم، ولكن هذا لا يعني انتهاء فرط الحركة أو الشفاء التام منه.
أعراض فرط الحركة عند الأطفال
كما أوضحنا خلال الإجابة على سؤال هل يشفى مريض فرط الحركة، أنه حالة مزمنة لا يمكن الشفاء التام منه، ولكن يوجد بعض العلاجات التي تقلل من الأعراض، إذ أن هذا الاضطراب قد يصعب تشخيصه في البداية لتشابه مع أعراض أخرى.
ويؤكد المتخصصون أنه لا يمكن تشخيص اضطراب فرط الحركة عند الأطفال في بيئة واحدة، أي لا يمكن تشخيصه بفرط الحركة في المدرسة فقط، ولكن يجب أن يكون في بيئات متعددة، فقد يكون نشاط الطفل الزائد أمر عاديًا ولكن إذا تكرر في مواقف وبيئات مختلفة فهذا يثير القلق بشأن الإصابة بفرط الحركة.
وعادة تظهر أعراض فرط الحركة قبل بلوغ الطفل عمر 7 سنوات، ويمكن أن تظهر في مرحلة مبكرة خلال فترة الرضاعة، وحتى يمكن تشخيص هذا الاضطراب يجب أن تستمر الأعراض لمدة 6 أشهر متواصلة، ومن أهم الأعراض التي تدل على الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه ما يلي:
- صعوبة التركيز وسهولة تشتت الانتباه.
- عدم الاهتمام بالتفاصيل.
- وجود صعوبة في اتباع أو تنفيذ التعليمات الموجه إليه، مثل الواجبات المدرسية.
- تكرار الوقوع في الأخطاء نتيجة عدم الانتباه.
- سرعة النسيان وفقدان الأدوات بسهولة، مثل إضاعة الكتب والأقلام والألعاب.
- عدم إتمام الأنشطة والمهام اليومية.
- عدم البقاء في مكان ما لمدة طويلة، ويكون دائم الحركة في معظم الأوقات.
- كثرة التحدث والعبث باليدين والقدمين.
- سرعة الشعور بالممل والإحباط.
- المبالغة في اللعب بالأشياء وكثرة التسلق والقفز في أي مكان.
- الاندفاعية في السلوك وعدم التفكير في التصرف.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
- ضعف الثقة بالنفس.
- كثرة الإلحاح وحب لفت الانتباه ومقاطعة حديث الآخرين.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة ملاحظة بعض من هذه التصرفات على الأطفال لمدة تزيد عن 6 أشهر سواء خلال اللعب في البيت أو المدرسة أو أثناء القيام بالأنشطة اليومية، يجب زيارة الطبيب لتشخيص إذا ما كان ذلك ناتجًا عن اضطراب فرط الحركة أم أمر طبيعي.
أسباب قصور الانتباه وفرط الحركة
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل يشفى مريض فرط الحركة والأعراض التي تدل على الإصابة به، قد يتساءل البعض ما هي أسباب تشتت الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال؟.
في الحقيقة تؤكد الدراسات أن الأسباب الحقيقة وراء الإصابة بفرط الحركة قد تكون غير واضحة أو مجهولة، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة به، ومنها الآتي:
- تدني الأنشطة في المناطق الدماغية المسؤولة عن الانتباه.
- وجود عوامل وراثية أو تاريخ عائلي من الإصابة بفرط الحركة، فهو اضطراب وراثي ينتقل من جيل إلى آخر.
- تعرض الأم أثناء الحمل إلى المواد البيئية السامة التي تنتقل بدورها إلى الجنين.
- تعاطي الأم الحامل للكحول والمخدرات.
- تدخين الأم أثناء الحمل.
- الولادة المبكرة.
وبعيدًا عن أسباب الإصابة بفرط الحركة عند الأطفال، يجب التنويه إلى أن هذا الاضطراب قد ينتج عنه العديد من المضاعفات التي تؤثر على حياته خاصة إذا لم يتلق العلاج المناسب، ومن مضاعفات فرط الحركة ما يلي:
- الفشل الدراسي وصعوبة التحصيل العلمي.
- الفشل الأكاديمي والمهني.
- كثرة الوقوع في المشاكل وارتكاب الجرائم.
- ضعف الثقة في النفس وعدم تقدير الذات.
- وجود مشاكل اجتماعية خاصة مع الأقران.
- زيادة خطر الإقبال على تعاطي المخدرات والكحوليات.
- تدهور الحالة النفسية والعقلية للمريض.
- الإقبال على الانتحار.
اقرأ أيضًا عبر قسم أعراض وأمراض: هل مرض فرط الحركة خطير
متى يزول فرط الحركة
لقد أشارنا خلال الإجابة على سؤال هل يشفى مريض فرط الحركة إلى أن هذا الاضطراب المزمن قد يلازم الطفل حتى البلوغ وسن الرشد، ولكن كثيرًا من الأمهات يتساءلن متى يزول فرط الحركة؟.
وتعتقد بعض الأمهات والآباء أن فرط الحركة يزول مع تقدم سن الطفل وبلوغه مرحلة المراهقة، ولكن ما أثبتته الدراسات العكس تمامًا، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن نحو60% من الأطفال المصابين بفرط الحركة تستمر معهم الأعراض حتى مرحلة الشباب.
وتؤكد الدراسات أن اضطراب فرط الحركة من الأمراض المزمنة التي تلازم المريض، وتستوجب المتابعة الطبية المستمرة لتلقي العلاج اللازم للسطيرة على الأعراض، وكذلك لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة تؤثر على حياة المريض.
علاج نهائي لفرط الحركة
وكما أوضحنا سابقًا خلال الإجابة على سؤال هل يشفى مريض فرط الحركة إلى أنه لا يوجد علاج نهائي وجذري لهذا الاضطراب، ولكن هناك بعض العلاجات التي تساعد في التحكم في تصرفات الطفل وعدم تدهور الأعراض لديه، ومن هذه العلاجات ما يلي:
- علاج دوائي يساعد على زيادة القدرة على التركيز والانتباه لفترات طويلة والتحكم بالسلوكيات.
- علاج سلوكي وتربوي يعمل على تعديل سلوكيات الطفل واستغلال نشاطه الزائد بشكل إيجابي وتعلم واكتساب مهارات جديدة.
وتجدر الإشارة إلى أنه إلى جانب ضرورة الاهتمام بالعلاج الدوائي والسلوكي والتربوي هناك بعض النصائح والإرشادات التي يجب على أولياء الأمور اتباعها في التعامل مع الطفل المصاب بفرط الحركة، ومن أهمها ما يلي:
- عدم ضرب الطفل أو عقابه على سلوكياته.
- عدم إهانة الطفل أو وصفه بألفاظ مؤذية أو سلبية.
- تعمد مدح الطفل والثناء عليه بهدف تحسين سلوكه
- تدريب الطفل على تعلم مهارات جديدة.
- تخصيص وقت لمشاركة الطفل في في الألعاب التي تساعد على الإبداع وزيادة التركيز.
- تحديد نظام للطفل للنوم واللعب والقيام بالواجبات اليومية.
اقرأ أيضًا : ماهي أعراض فرط الحركة عند الأطفال