هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته
يعتبر مرض الذهان من الاضطرابات النفسية أو المزاجية التي قد تصيب الرجال والنساء من مختلف الأعمار فيُصاب صاحب هذا المرض ببعض الأعراض التي تعيق دون ممارسته الحياة بشكل طبيعي أثناء المرض لذلك يتساءل البعض هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته؟.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنجاوب على سؤال هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته، ونتعرف على أسباب الإصابة بمرض الذهان وأعراضه، والتطورات التي قد تحدث لمصاب الذهان إذا تأخر في العلاج، وعلامات الشفاء من الذهان.
هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته
مرض الذهان هو عبارة عن انفصال المريض عن الواقع ويصاحب ذلك مجموعة من الأفكار والأصوات التي تسيطر على عقل المريض ليس لها أساس في الواقع، وهو ما يجعل المريض غير قادر على التفريق ما بين هو حقيقي وما هو خيال أو وهم.
ويُصنف الشخص المصاب بالاكتئاب الذهاني على أنه مصاب بإحدى الاضطرابات النفسية أو المزاجية، التي تحتاج إلى تشخيص وعلاج سريع قبل أن يتطور الأمر ويتعرض صاحب المرض إلى مضاعفات أخرى.
وحين يُصاب الشخص بالذهان فإن أكثر ما يلح عليه والمقربين منه هو سؤال هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته ؟.
تشير معظم الدراسات إلى أن مريض الذهان يمكن أن يعود إلى طبيعته ويمارس حياته بشكل طبيعي كما كان سابقًا، ولكن في حالة التزامه الكامل بالعلاج مع اتباع التعليمات التي يلزمه بها الطبيب المتخصص، ويمكن أن تزول الأعراض خلال شهر من تلقي العلاج.
ويعتمد علاج الاضطراب الذهاني على العلاج النفسي والذي تبرز أهميته في وقاية المريض من التعرض لمزيد من الاضطرابات خاصة إذا كان الشخص يعاني من ضغوط شديدة في حياته، أو يعاني من نوبات اكتئاب.
ويحتاج مريض الذهان إلى الخضوع لعدة جلسات تنقسم إلى جلسات نفسية وأخرى تأهيلية لتساعد المريض على العودة لحياته بشكل طبيعي من جديد، إلى جانب مع يصفه له الطبيب من مجموعة من العقاقير التي تساعد في علاج الاكتئاب الذهاني.
وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى البقاء داخل مصحة نفسية أو مستشفى نفسي حتى يصل إلى مرحلة الشفاء، وذلك إذا كانت حالته يمكن أن تعرض حياته أو حياة الآخرين إلى الخطر، ولا يمكن التحكم في سلوكياته.
وإلى جانب العلاج النفسي هناك ما يُعرف بالعلاج المعرفي السلوكي، والذي يساعد مريض الذهان على التفكير بشكل جيد، ويعز من سلوكه الجماعي، ويمنحه الدعم النفسي في التعامل مع الآخرين، إلى جانب ضرورة توفر الدعم النفسي للعائلة فكلها تساعد على تحسن الحالة النفسية للمصاب.
هل مرض الذهان خطير
بعد أن جاوبنا على سؤال هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته، قد يتساءل البعض هل الاضطراب الذهاني مرض خطير أم إنه كغيره من الأمراض التي قد تصيب الفرد لفترة مؤقتة؟.
كما أشارنا سابقًا فإن الذهان هو أحد الاضطرابات النفسية التي تجعل الشخص يفصل اتصاله بالواقع، ويسيطر عليه مجموعة من الأوهام والأفكار التي ليس لها علاقة بالواقع، كما أنه يصبح أسير لأفكار تدور حوله وعن طبيعة الأشخاص المحيطين به وهذه الأفكار غير موجودة في الواقع، لذلك يتصرف بشكل غريب.
ويتضح من تعريف الذهان أن المصاب بهذا الاضطراب النفسي أو العقلي أنه أصبح أسير هلوسات وأوهاوم تؤثر على دماغه وعلى معالجة المعلومات التي يتلقاها، وقد يكون ذلك عرض لاضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب الحاد، أو الاضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب انفصام الشخصية، أو اضطراب ما بعد الصدمة.
ويصاحب مرض الذهان مجموعة من الأعراض التي تظهر على الشخص، ومنها الآتي:
- كثرة الأوهام والخيالات.
- الهلاوس السمعية والبصرية.
- الانتقال من موضوع إلى آخر أثناء الحديث بأفكار غريبة.
- الكلام المشوش.
- فقدان التركيز والانتباه والتفكير المشوش.
- كثرة القلق والتوتر.
- الأرق واضطرابات في النوم.
- الرغبة في العزلة والابتعاد عن الأصدقاء والتجمعات.
- كثرة الشك في المحيطين.
- التراجع في الأداء الوظيفي أو المدرسي.
- فقدان الاهتمام بالمظهر الخارجي.
وفي حالة لاحظت بعض هذه الأعراض على أيًا من أقاربك أو أصدقاء فعليه بنصحه بضرورة التوجه إلى طبيب نفسي لتلقي العلاج المناسب، قبل أن يتفاقم الأمر وتتطور الأعراض وتحدث مضاعفات.
اقرأ أيضًا عبر قسم أعراض وأمراض :
أسباب الإصابة بمرض الذهان
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بالذهان، لذلك تختلف الأعراض من شخص إلى آخر، كما تختلف درجة التأثير على حياته وسرعته في الاستجابة للعلاج، ومن أبرز الأسباب التي تزيد من فرص الإصابة بمرض الذهان ما يلي:
- قد يكون عرضًا للإصابة باضطرابات نفسية وعقلية أخرى، مثل الاكتئاب الحاد والفصام.
- نتيجة التعرض لصدمات نفسية.
- التعرض لإصابات بالرأس.
- قد يحدث كأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
- الإدمان وتعاطي المخدرات والمنشطات.
- نتيجة الإصابة بأمراض الزهايمر وأورام الدماغ والصرع والشلل الرعاش والسكتات الدماغية.
- قد يكون نتيجة عوامل وراثية.
وبعد أن تعرفنا على أعراض وأسباب الإصابة بمرض الذهان والإجابة على سؤال هل يمكن أن يعود مريض الذهان إلى طبيعته، تجدر الإشارة إلى أنه في حالة عدم السرعة في تلقي العلاج، وعدم الالتزام بتعليمات الطبيب، فهناك بعض التطورات التي قد تصيب مريض الذهان، ومنها الآتي:
- تزداد لدى الشخص المصاب بالذهان أفكار انتحاريه تسيطر على عقله، وقد تدفعه إلى الانتحار بالفعل.
- تزداد أفكار الإيذاء لدى المصاب سواء لنفسه أو للمحيطين به، بناء على الأفكار غير الواقعية التي تراوده عن نفسه وعن الآخرين.
- قد يعتاد مريض الذهان على تعاطي المخدرات.
- الإصابة بالفوبيا المجتمعية والعزلة عن الأقارب والأصدقاء.
- قد ينتهي الأمر بالمصاب بمريض الذهان بالوفاة في سن صغير بسب الأمراض التي تصيبه نتيجة تأخره في تلقي العلاج.
علامات الشفاء من الذهان
كما أشارنا في الإجابة على سؤال هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته، إلى أن هناك احتمالية كبيرة في أن يعوض مريض الذهان لممارسة حياته بشكل طبيعي بعد نحو شهر من تلقي العلاج، إذ أن أعراض الذهان يمكن أن يتم التخلص منها وعلاجها بشكل نهائي عن طريق تناول الأدوية وجلسات العلاج النفسي والسلوكي.
ويمكن لمريض الذهان أن يُشفى نهائيًا من الأعراض الذهانية مثل الأوهام والهلوسة والأفكار الغريبة التي تسيطر عليه مثل إيذاء النفس والآخرين، وهناك بعض العلامات التي تشير إلى الشفاء من الذهان، ومنها ما يلي:
- استعادة المريض قدرته على التعبير عما يدور في ذهنه وآرائه بشكل واضح دون تشويش.
- قدرة المريض على الكلام بشكل منظم أكثر.
- يشعر المريض بقلة الهلاوس والخيالات والأفكار الغريبة التي كانت تسيطر على عقله.
- يصبح المريض أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين وتكوين صداقات جديدة وتقل لديه الرغبة في العزلة.
- يشعر المريض بالثقة في النفس وأنه شخص طبيعي.
- اخفتاء مشاكل الأرق واضطرابات النوم، ويصبح أكثر قدرة على النوم لفترات طويلة في الليل.
- يصبح المريض قادرًا على العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي.
- تعود مظاهر الاهتمام بالنفس والمظهر الخارجي، وتزداد لديه الرغبة في تطوير الذات والحماس والشغف لتعلم أشياء جديدة.
- يعود لممارسة مهامه اليومية بشكل طبيعي سواء في الوظيفة أو الدراسة.
قد يهمك أيضًا :كيفية التخلص من اثار الادوية النفسية