حديث الرسول عن الشام
يبحث الكثير من الأشخاص عن حديث الرسول عن الشام، تلك المنطقة الجغرافية التاريخية وجغرافية تقع في غرب آسيا وتشمل بلاد الشام الحالية، وتشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل وشمال العراق وجنوب تركيا. يعود تاريخ الشام إلى العصور القديمة، وكانت تلك المنطقة موطنًا للحضارات القديمة وشهدت العديد من الأحداث التاريخية المهمة.
وعبر السطور التالية من هذا التقرير نستعرض حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الشام، حيث تعد الشام منطقة جغرافية حيوية وتربط العالم الإسلامي بالعالم الغربي والأوروبي والآسيوي وتحوي العديد من الثروات الطبيعية والاقتصادية.
حديث الرسول عن الشام
هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت إلينا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتتحدث عن الشام، منها نذكر الآتي:
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا»، قالوا: “يا رسول الله، وفي نجدنا؟” فأظنه قال في الثالثة: «هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان».
- وعن زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبى للشام» قلنا: “لأي ذلك يا رسول الله؟” قال: «لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها».
- وعن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا نائم إذ رأيتُ عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننتُ أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام».
- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رأيتُ عمودًا من نور خرج من تحت رأسي ساطعًا حتى استقر بالشام”.
- وعن ابن حَوالة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن حوالة، إذا رأيتَ الخلافة قد نزلت أرض المقدَّسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذٍ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك».
- وعن معاوية بن قرة عَنْ أبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا فسدَ أهلُ الشامِ فَلا خيرَ فِيكُمْ، لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي منصورين، لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم حَتَّى تقومَ الساعةُ».
- عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام».
- وعن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وسلم يقول: «ينزل عيسى بن مريم عليهما السلام عند المنارةِ البيضاء شرقي دمشق».
- وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال عصابة من أُمّتي قائمة على أمر الله، لا يضرّها من خالفها، تقاتل أعداءها، كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين، يرفع الله قومًا ويرزقهم منه حتى تأتيهم الساعة» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هم أهل الشام».
- وعن سلمة بن نفيل رضي اللَّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أُمّتي ظاهرين على الناس يرفع الله قلوب أقوام يقاتلونهم، ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين الشام، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة».
- وعن بهز بن حكيم بن معاوية القشيري، عن أبيه، عن جده قَالَ: “قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أين تأمرني؟” فقال: «ها هنا»، وأومأ بيده نحو الشامِ، قال: «إنكم محشورون رجالًا وركبانًا، ومُجْرَون على وجوهِكم».
وتجدر الإشارة إلى أنه بشكل عام، فإن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الشام تؤكد على أهمية هذه المنطقة وحاجتها إلى الحماية والاهتمام من قبل المسلمين، كما تذكرنا بالتاريخ الإسلامي العظيم والعبر التي يمكننا الاستفادة منها في الوقت الحالي.
قد يهمك أيضًا عبر قسم دين:
أحاديث الرسول في الشام و أرض المحشر
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الشام أرض المحشر والمنشر)
- وعن سالِم بن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَخْرُجُ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ من حَضْرَمَوْت تحشرُ الناس»، قلنا: “فماذا تأمرنا يا رسول الله؟” قال: «عليكم بالشام».
- عن عبد الله بن حوالة رضي اللَّه عنه: كُنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه العُري والفقر وقلة الشيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبشروا؛ فوالله! لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلته، والله! لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله عز وجل أرض فارس، وأرض الروم، وأرض حِمير، وحتى تكونوا أجناداً ثلاثة: جنداً بالشام، وجنداً بالعراق، وجنداً باليمن، وحتى يُعطى الرجل المئة فيسخطها». قال ابن حوالة: “فقلتُ: يا رسول الله! اختر لي إن أدركني ذلك؟” قال: «إني أختار لك الشام؛ فإنه صفوة الله عز وجل من بلاده، وإليه يحشر صفوته من عباده. يا أهل اليمن! عليكم بالشام؛ فإنه صفوة الله عز وجل من أرض الشام، ألافمن أبى؛ فليسق من غُدر اليمن -جمع غدير الماء-؛ فإن الله عز وجل قد تكفّل بالشام وأهله».
- و قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قلت: يا رسول الله، أين تأمرني؟ قال: هاهنا، ونحا بيده نحو الشام، قال: إنكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم).
ومما سبق وذكرنا فيه من أحاديث نبوية عن الشام نستنج أنه يٌعد قدوة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه في التعامل مع الشام وأهلها، وذلك من خلال أحاديثه التي تحث على المحافظة على أمنها واستقرارها وحمايتها من الفتن والفتنة والعنف.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن السفر
فضل الشام في القرآن الكريم
بعد ذكر أكثر من حديث الرسول عن الشام، نذكر ما ورد من فضل الشام في القرآن الكريم، وذلك على النحو التالي:
- قول الله عز وجل تعالى في أول آية من سورة الإسراء:”سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير”.
- بالإضافة إلى قوله سبحانه تعالى في سيدنا إبراهيم عليه السلام: “وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ”سورة الأنبياء الآية رقم :71.
- وقوله عز وجل : “وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ” سورة : سبأ الآية :18.
بعد النظر في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وردت إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم وتتحدث عن فضل الشام، يمكن القول بأن الشام لها مكانة مهمة في الإسلام وتاريخه، وتعد منطقة مقدسة ومباركة، وبالتالي، فإن فضل الشام يستحق الاهتمام والاحتفاء به، ويجب علينا الحفاظ عليها والدفاع عنها والعمل على تطويرها وتحقيق مصالح شعوبها.
اقرأ أيضًا: قصيدة عن الوطن سوريا