يجب على كل إنسان مسلم أن يحرص على عدم غضب الله الجبار، وأن يتجنب الأفعال التي تؤدي به إلى دخول النار سواء كانت من الكبائر أو الصغائر، ولهذا يبحث الكثير عن أي فعل مشكوك في حرمانيته إذا وقع فيه، من ضمن تلك الأمور الرغبة في معرفة الإجابة على سؤال ما هو حكم تقبيل الفم لغير المتزوجين، حيث أن الكثير من الرجال والنساء الذين تجمعهم علاقة عاطفية أو تربطهم خطبة يقعون في تلك المسألة.
فما حكم الدين الإسلامي في تقبيل الفم لغير المتزوجين، وما هي شروط التوبة من هذا الذنب، بالإضافة إلى معرفة حكم التقبيل بين الزوجين، والتقبيل بين المحارم، وذلك على النحو التالي.
حكم تقبيل الفم لغير المتزوجين
أوضح علماء الدين الإسلامي أنه إذا وقعت مسألة تقبيل الفم لغير المتزوجين فإن هذا الفعل يعتبر معصية لله سبحانه تعالى، حيث أنه لا يجوز للمرأة أن تقوم بلمس أي رجل أجنبي عنها، سواء هذا اللمس كان من خلال قبلة أو بغيرها من أشكال اللمس بينهم مثل لمس اليد، ويذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمى مثل ذلك الأمر بالزنا.
حيث روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.
وأوضح علماء الدين الإسلامي أن المقصود بالبطش في هذا الحديث هو اللمس، ففي حالة كان هذا اللمس محرم باليد، فمعنى ذلك أن مسألة تقبيل الفم لغير المتزوجين أشد.
وشدد علماء الدين الإسلامي على من وقع في ذنب تقبيل الفم لغير المتزوجين فعليه بوجوب التوبة، وأيضًا يجب لزوم المبادرة إلى التوبة، مع ضرورة توافر خمسة شروط للتوبة من هذا الذنب، حيث أن الشرط الأول هو الإخلاص بمعني أن يقصد العبد بتوبته وجه الله سبحانه وتعالى، أما الشرط الثاني هو الإقلاع عن ذلك الذنب بمعنى أن لا يعاود غير المتزوجين تقبيل بعضهم مرة أخرى، أما الشرط الثالث للتوبة هو ضرورة الندم على فعله.
وبخصوص الشرط الرابع للتوبة من ذنب تقبيل الفم لغير المتزوجين هو العزم على عدم الرجوع إلي هذا الأمر مرة أخرى، وبخصوص الشرط الخامس أن تكون تلك التوبة قبل أن يصل المسلم إلى وضع الغرغرة وقت الموت.
اقرأ أيضًا: رسائل صباحية للمخطوبين
أدعية للتوبة من ذنب تقبيل الفم لغير المتزوجين
هناك مجموعة من الأدعية التي يمكن أن يرددها العبد ويتقرب بها إلى المولى عز وجل للتوبة من ذنب تقبيل الفم لغير المتزوجين، ومن هذه الأدعية نذكر الآتي:
- اللهمَّ إنِّي أستغفرك من كلِّ ذنبٍ خطوتُ إليه برجلي، أو مدّدتُ إليه يدي، أو تأمَّلته ببصري، أو أصغيتُ إليه بأذني، أو نطق به لساني، ثمَّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليَّ، وسألتك الزِّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائداً عليَّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
- يارب باعد بيني وبينَ خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ اللَّهمَّ نقِّني من خطايايَ كما ينقَّى الثَّوبُ الأبيضُ منَ الدَّنسِ اللَّهمَّ اغسلني من خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ
- اللهمَّ أنت الملك لا إله إلَّا أنت، وأنا عبدك لُمتُ نفسي، واعترفتُ بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنَّه لا يغفر الذنوب إلَّا أنت.
- يارب إني أستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك، يارب الأرض والسموات، اللهم أغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته وتعمدته أو جهلته، وأستغفرك من كل الذنوب التي لا يعلمها غيرك، ولا يسعها إلا حلمك.
- اللهمَّ إنِّي أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي وصغائرها، وبواطن سيئاتي، وظواهرها، وسوالف زلَّاتي، وحوادثها، توبةَ من لا يُحدِّث نفسه بمعصيةٍ ولا يُضمر أن يعود في خطيئة
- يا إلهي، إنَّك تقبل التوبة عن عبادك، وتعفو عن السيئات، وتحبُّ التوابين، فاقبل توبتي، واعفُ عن سيئاتي، وأوجب لي محبتك.
- اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلَّا أنت، واصرف عنّي سيِّئها لا يصرف عنّي سيِّئها إلَّا أنت.
- يارب مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجي عندي من عملي، سبحانك لا إله غيرك، أغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء، وأنت الغفور الرحيم يا غفار أغفر لي يا تواب تب علي يا رحمن أرحمني يا عفو أعفو عني يا رؤف أرأف بي.
- لبَّيك وسعديك، والخير كلُّه بيديك، والشرُّ ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
- اللهمَّ إنِّي أتوب إليك من كلِّ ما خالف إرادتك، أو زال عن محبتك من خطرات قلبي، ولحظات عيني، وحكايات لساني، توبةً تسلم بها كلُّ جارحةٍ من جوارحي من الذُّنوب والمعاصي.
- أستغفر الله من الذنوب التي تقطع الرَّجاء، ومن الذنوب التي تُمسك غيث السَّماء، ومن الذنوب التي تكشف الغطاء.
اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن التوبة لله
حكم تقبيل الفم للمتزوجين
كما تحدثنا عن حكم تقبيل الفم لغير المتزوجين، نذكر حكم تقبيل الفم للمتزوجين، فأكد علماء الدين الإسلامي أن التقبيل بين الزوجين أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه، فهي تحقق لهم المتعة الحلال، وقال الله سبحانه وتعالة في سورة المرمنون “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ”.
وأشار علماء الدين الإسلامي أن الشرع أجاز الوطء، الذي يعتبر أشد أنواع الاستمتاع، فمن المؤكد أن غيره مثل التقبيل جائز، بخلاف ما حرمه الشرع مثل الوطء في الدبر، أو خلال فترة الدورة الشهرية أو مدة النفاس.
حكم التقبيل بين المحارم
يهتم الكثير من الأشخاص بمعرفة حكم التقبيل بين المحارم مثل تقبيل الأم، وتقبيل البنت، أو الأخت، وأيضًا العمة، بالإضافة إلى الخالة، ونحوهن من المحارم، أشار علماء الدين الإسلامي أنه لا بأس في مسألة التقبيل، ولكن يكون ذلك وفق مجموعة من الشروط وهي:
- الشرط الأول أن تكون مسألة التقبيل من قبيل المودة وأيضًا الرحمة ومن باب الشفقة في بعض الأحيان، ولا تكون من جهة الملاعبة، أو التقبيل من قبيل شهوة.
- الشرط الثاني للتقبيل بين المحارم أن تكون مسألة التقبيل على الوجه والأفضل أن يكون على منطقة الجبهة على وجه الخصوص أو الرأس، ولا يجوز أن يكون التقبيل على منطقة الفم .
- من ضمن الشروط أن لا تكون هناك خشية أن تؤثر تلك القبلة على إحدى المحارم في نفسه أو في نفسها.
- الشرط الرابع لمسألة التقبيل بين المحارم أن تكون المحرمية بين الأشخاص الذين وقع بينهم التقبيل محرمية نسب مثل الأم أو البنت أو مثل الأخت، أما بالنسبة لمحرمية زوجة الابن مثلا، أو أم الزوجة، وأيضًا بنت الزوجة، فإن الأفضل عدم تقبيلها.
وتجدر الإشارة أنه إذا توفرت الشروط السابق ذكرها فلا حرج في تقبيل المحارم وقتها، ويذكر أن السيدة عائشة رضي الله عنها روت أن النبي صلى الله عليه وسلم قائلة في حديثها عن السيدة فاطمة ابنة الرسول: “كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا”.
اقرأ أيضًا: اعرفي شخصية زوجك من طريقة تقبيله لك
