حظى الإنسان في مراحله الأولى من حياته وهو قاصر على اهتمام الديانات السماوية، وخاصة الدين الإسلامي وأيضًا على اهتمام المجتمع الدولي، ونصت القوانين في الدول كلها على عقوبات أذيته، ولهذا يبحث الكثير من المواطنين في الجزائر على عقوبة ضرب القاصر في القانون الجزائري، حيث أنه يعتبر طريقة غير مسموح بها في التربية تحت أي ظرف من الظروف.
ونظرًا لأن مرحلة الطفولة هي المرحلة الرئيسية في تشكيل عقل وروح الإنسان، فلهذا وجب على القانون حمايته، ولهذا نستعرض عبر السطور التالية من هذا التقرير عقوبة ضرب القاصر في القانون الجزائري، وما هو مفهوم القاصر من الأساس في هذا القانون، وأيضًا التعرف على الآثار السلبية والضارة من ضرب الأطفال، وذلك على النحو التالي.
تعريف القاصر في القانون الجزائري
قبل الحديث عن عقوبة ضرب القاصر في القانون الجزائري نوضح مفهوم كلمة القاصر في هذا القانون، حيث أنه الطبيعي أن يسمى على الطفل لحداثة سنه، والتي يطلق عليها مرحلة الطفولة الأولى من حياة الإنسان، حيث أنها باختصار تشير إلى مرحلة بداية العمر، إلا أنه القانون يتم إطلاق كلمة حدث أو كلمة قاصر طوال الفترة الزمنية التي تمتد منذ ولادة الإنسان إلى وصوله عمر الرشد وفق ما حدده القانون.
وتجدر الإشارة إلى أنه في القانون الجنائي الخاص بدولة الجزائر، تم تحديد عمر الرشد بوصول الفرد إلى 18 عام.
اقرأ أيضًا عبر قسم منوعات:
عقوبة ضرب القاصر في القانون الجزائري
وللباحثين عن عقوبة ضرب القاصر في القانون الجزائري نوضح لهم أنه ورد في المادة 73 من هذا القانون أن الضرب يٌعد سلوك غير تربوي في مسألة تعديل سلوك الطفل القاصر، وتعتبر المشاكل ونتائج هذا الأسلوب جريمة يعاقب عليه صاحبها.
وأوضحت المادة 21 من القانون الجزائري على أنه هناك عقوبة لضرب القاصر تخص منع العقاب البدني، وأيضًا جميع صور وأشكال العنف المعنوي
وفيما يخص المادة 266 من قانون العقوبات تفيد “إذا تم الجرح أو الضرب أو غير ذلك من أساليب العنف ولم يسبب مرض أو عاقة عن العمل لمدة تزيد عن خمسة عشر يوما، فتكون عقوبة ضرب القاصر في القانون الجزائري على الجاني الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة من 000.200 دج إلى دج.1.000.000”.
بيما المادة267 من قانون العقوبات في دولة الجزائر توصح أنه من أحدث عمدا جرحا أو ضربا بأبوية أو أقاربة تكون عقوبة ضرب القاصر في القانون الجزائري بالصورة التالية:
- أولا بالسجن من خمس إلى عشر أعوام إذا لم يحدث عن الجـرح أو الضـرب أي مرض أو إعاقة عن العمل من النوع الوارد في المادة 264.
- ثانيا بالحد الأقصى للسجن من خمس إلى عشر أعوام إذا أدى إلى إعاقة عن العمل لمدة تزيد عن خمسة عشر يوما.
- ثالثا بالحبس من عشر أعوام إلى عشرين عام إذا أدى الجرح أو الضرب إلى فقد أو بتر أحد الأعضاء إلى عدم استخدامه أو فقد بصر أو أية عاهة دائمة أخرى.
- بالحبس المؤبد إذا أدى الجرح أو الضرب عمدا إلى الوفاة، ومع سبق إصرار أو الترصد تكون العقوبة “الحد الأقصى للسجن من خمس إلى عشر أعوام في الحالة المنصوص عليها في الفَقَرة الأولى، الحبس من عشر أعوام إلى عشرين عام إذا أدى عن الجرح أو الضرب عاهة عن العمل لمدة تزيد على خمسة عشر يوما، الحبس المؤبد في الحالات المنصوص عليها في الفقرة 3 من هذه المادة”.
قد يهمك أيضًا: أحاديث عن التربية
حكم ضرب القاصر في الإسلام
نوه الشرع الإسلامي على ضرورة أن يرى ولي الأمر سواء الأب أو الأم ابنه، ويقوم بتربيته لا بالضرب ولكن بالرعاية والنصيحة، وفي حالة تمرد قاصر من ابناءه، وتجاوزحدود الله فعلى والده أن يقوم أولا بنصحه بكل رفق ولين، أما إذا استدعي الأمر إلى الضرب فيجوز ولكن بشروط، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع”.
وقد وضع الدين الإسلامي شروط وأمور يجب مراعاتها إذا تم ضرب القاصر من الأبناء وهي كالتالي:
- لا يجوز الضرب بزيادة عن 10 ضربات، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يجلد فوق عشر جلدات، إلاَّ في حدٍ من حدود الله”.
- ينهي الدين الإسلامي عن الضرب على الوجه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “إذا ضرب أحدكم، فليجتنب الوجه، ولا يقل قبح الله وجهك”.
- ومن ضمن الشرط أن لا يتم ضرب القاصر في مكان مؤلم أو مكان حساس مثل البطن أو الفرج.
- كما يفضل أن لا يقوم الأب بتأديب ابنه بالضرب وهو غاضب بشدة، حيث أن الغضب في أغلب الأحيان يخرج الإنسان عن التحكم في نفسه.
وتجدر الإشارة إلى أن الدين الإسلامي نوه أن تعدي الحدود في ضرب القاصر الأولاد، فلا يجوز، وعلى ولي الأمر أن يتجنب الأسباب التي تقوده إلى الغضب، ويستعيذ بالله من الشيطان في تلك الأوقات.
أضرار ضرب القاصر
هناك عدد من المخاطر والأضرار التي تنتج عن ضرب القاصر، نذكرها على النحو التالي:
- من أبرز أضرار ضرب القاصر أنه يسبب ضرر نفسي كبير منها إصابته بالاكتئاب والقلق الدائم، بالإضافة إلى أنه يعيق النمو الصحي للأطفال.
- ضرب القاصر ينتج عنه طفل عدواني وغير اجتماعي، وسيكون أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض العقلية.
- يواجه القاصر الذي يتعرض للضرب صعوبة في حل المشكلات التي تواجهه حيث أن الضرب في أغلب الأحيان ينتج عنه صرف انتباه الطفل للحلول السلمية والإنسانية.
- من ضمن أضرار ضرب القاصر تدني ثقته بنفسه.
- قد يكون العنف في تربية القاصر من خلال الضرب يزيد فرصة لتعرض القاصر للانتهاك الجسدي من جانب الآخرين في المستقبل.
- يضر ضرب القاصر بعلاقته مع ذويه وأقرانه على المدى الطويل.
- التأثير السلبي على علاقة القاصر بوالديه وخاصة إذا كانوا هم من يضربونه، كما أنه من المقرر أن يزيد عنف هذا الطفل تجاه شريكه في المستقبل.
- الانعزال عن المجتمع ويكون الطفل في حالة كره لكل المحيطين ولديه مشاعر حقد تجاههم.
- تراجع في المستوى والتحصيل الدراسي.
- نتيجة الضرب يتصرف القاصر بصورة أفضل لمدة زمنية قصيرة جدًا، إلا أنه على المدى الطويل قد يصبح تعسيس وعدواني كما سبق وأوضحنا.
- من ضمن أضرار ضرب القاصر أنه يقوم بإخفاء المشاكل عن الكبار مما يؤدي إلى تفاقمها في كثير من الأحيان.
- كل تلك التأثيرات النفسية والمجتمعية والعاطفية ليست الضرر الوحيد، ولكن هناك أضرار جسدية منها آلام في المعدة وكدمات بالجسم وحكة في الجلد، وألم عام في الجسد، والصداع وصفير الأذنين، وزيادة عالية في ضربات القلب، ومشاكل في العضلات.
وفي ختام هذا التقرير نوضح أن الطفل القاصر هو عبارة عن إنسان يحتاج منا الرعاية بكل السبل والتربية بأساليب بعيدة جدًا عن العنف والضرب، كما أنه بحاجة إلى الحماية المتواصلة، من أجل الحفاظ على هذا القاصر باعتباره وقود للمستقبل، وعليهم العلم أن الحزم في التربية لا يعني الضرب والعنف، بل يعني إقامة حدود وقواعد صريحة والالتزام بتلك القواعد.
اقرأ أيضًا: احاديث عن ضرب الزوجة
